دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس الثلاثاء بسوق أهراس المهتمين بالأبحاث والدراسات التاريخية من أساتذة وباحثين ومؤرخين إلى ضرورة مواصلة اثراء تاريخ الثورة و صانعيها لربط جيل الأمس بأجيال الحاضر و المستقبل.وحث الوزير عبر كل المحطات التي توقف عندها ضمن زيارة قام بها إلى هذه الولاية على ضرورة تضافر جهود الباحثين وصناع الثورة معا لإبراز أحداث الكفاح المسلح من أجل التحرير الوطني لربط جيل الأمس بأجيال الحاضر و المستقبل. كما حث زيتوني الشباب على ضرورة بناء الجزائر بنفس الروح والإرادة التي تحلى بها الشهداء قبل أن ينوه بالمجهودات المبذولة في مجال طبع وإعادة طبع وترجمة الكتب و الدراسات التاريخية لتوثيق أحداث المقاومة الشعبية وثورة أول نوفمبر المجيدة . وذكر زيتوني بالمناسبة بتضحيات الطلبة الجزائريين الذين غادروا مقاعد الدراسة في 19 مايو 1956 وهي الذكرى ال58 التي تم إحياؤها أمس الاثنين بعاصمة الأوراس الأشم (باتنة) من أجل الالتحاق بالثورة موضحا بأنه "إذا كان طلبة الأمس قد حملوا السلاح وضحوا من أجل استقلال البلاد فإنه يستوجب على طلبة اليوم بذل مجهودهم لكسب العلم والمعرفة لضمان ازدهار الجزائر وكرامتها". وقد استهل الوزير زيارته بوضع إكليل من الزهور والترحم على أرواح الشهداء رفقة سلطات الولاية المدنية منها العسكرية وعدد من المجاهدين وأبناء الشهداء ليستمع بعين المكان إلى شروح تقنية تخص كل من مقبرة شهداء بلدية سوق أهراس والمعلم التذكاري الموجود بمحاذاة هذه المقبرة المخلد لمعركة سوق أهراس الكبرى.ويتضمن هذا المعلم التذكاري أسماء 639 شهيدا سقطوا في معركة سوق أهراس الكبرى التي وقعت بتاريخ 26 أبريل 1958 يقع على هضبة بجوار مقبرة الشهداء حيث صمم على ارتفاع 26 مترا بصورة جمالية أخاذة تجسد مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر من العام 1830 إلى 1962 يتقدمها 4 مجاهدين بقامات نحاسية عالية وهم يقومون بتمرير السلاح عبر الحدود الشرقية. إثرها أشرف زيتوني على تسمية متحف المجاهد بالمدينة باسم المجاهد الراحل محمد الشريف دعاس. كما اطلع على مختلف أجنحة هذه الملحقة التي تضم صورا لبعض الطلبة المضربين في 19 مايو 1956 الملتحقين بصفوف الثورة والعمل الفدائي بسوق أهراس وأهم الأحداث العسكرية الكبرى بالمنطقة وأقراص مضغوطة تتضمن شهادات حية لبعض ممن صنعوا ثورة التحرير. واختتم الوزير جولته لولاية سوق أهراس بزيارة إلى كل من المجاهد المقعد زيادي عرايبية وأرملة شهيد مبروكة شاوي اللذين عبرا عن ارتياحهما لهذه المبادرة التي تأتي -كما قال الوزير- الذي قدم لهما أوسمة وجوائز رمزية ضمن توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضية بزيارة هذه الفئة في كل الخرجات الميدانية.