أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في غزة، جمال الخضري، انه منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة قبل ستة اشهر لم يبن منزل واحد من البيوت التي تم تدميرها. وقالت وكالة الانباء الجزائرية نقلا عن تصريح الخضري وهو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ان الاعمار"يبدأ عند فتح المعابر لدخول مواد البناء وبدون المعابر لن يكون هناك اعمار حتى لو توافرت الأموال". وأضاف ان "الأموال لها دور في عملية الاعمار لكن أموال بدون فتح إسرائيل للمعابر لا يمكن أن تفعل شيئا"مشددا على أن الحصار قرار سياسي إسرائيلي في الأساس. وتعهدت دول عربية ودولية خلال المؤتمر الدولي للاعمار الذي استضافته مصر في 12 أكتوبر الماضي بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي نصفها تقريبا سيخصص لإعمار غزة فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين. وقلل الخضري من اعلان إسرائيل نيتها توسيع معبري "كرم أبو سالم" التجاري و"إيرز" المخصص لعبور الأفراد للتخفيف عن سكان غزة وقال ان "الاحتلال يحاول تجميل ومأسسة الحصار والايحاء للعالم بأنه يخفف معاناة الغزيين". وتفرض إسرائيل حصارا بحريا وبريا وجويا على غزة منذ 2006 . ويحيط بقطاع غزة ستة معابر تخضع لسيطرة إسرائيل وهي المنطار (كارني) شرق مدينة غزة وبيت حانون (إيرز) شمال غزة والعودة (صوفا) شرق رفح والشجاعية (ناحال عوز) شرق مدينة غزة وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) شرق رفح , والقرارة (كيسوفيم) ويقع شرق خان يونس. وقال الخضري إن مواد البناء التي دخلت الى قطاع غزة منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي الأخير لا تكفي لأكثر من أسبوعين فى حال بدأت عملية الاعمار الحقيقي. وحول تأثير الحصار والحرب الأخيرة على الوضع الانساني قال الخضري ان "الوضع في غزة مرعب وكارثي سواء على صعيد الوضع الإنساني أو الاقتصادي أو الصحي أو البيئي أو التعليمي أو الاجتماعي بسبب الحصار والحرب وتبعاتها المستمرة حتى الآن". وأضاف انه "منذ انتهاء العدوان لم يبن منزل واحد من البيوت التي تم تدميرها..هناك مليون إنسان يعيشون على المساعدات ومتوسط دخل الفرد دولار واحد يوميا و80 بالمئة تحت خط الفقر ونسبة البطالة تصل الى أكثر من 60 بالمئة بالاضافة الى أن 95 بالمئة من المياه غير صالحة للشرب وآلاف الناس ما زالوا يقيمون في كرفانات (بيوت متنقلة) ومراكز ايواء تابعة لوكالة الاونروا". وشنت إسرائيل في السابع من يوليو الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة استمرت 51 يوما أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة نحو 11 ألفا آخرين وتدمير البنى التحتية ونحو مائة ألف منزل وتشريد آلاف الفلسطينيين . في سياق متصل,ذر مسئولون دوليون من اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة في حال استمرار الحصار الاسرائيلي وعدم التقدم في عملية الإعمار حيث اكد جيمس راولي منسق مكتب الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" في مؤتمر صحفي برام الله مؤخرا أطلقه خلاله خطة الاستجابة الإستراتيجية الإنسانية في فلسطين للعام 2015 ان "الأمور لا تجرى اليوم على ما يرام ونشعر بقلق شديد إزاء احتمال اندلاع حرب جديدة". واضاف أنه في الإمكان تجنب هذه الحرب إذا بذلت جهود كثيرة في هذا المجال. وتهدف خطة الاستجابة الاستراتيجية لعام 2015 التي اطلقها مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية ل 1.6 مليون فلسطيني في قطاع غزةوالضفة الغربية عبر تأمين 705 ملايين دولار لتنفيذ 207 مشاريع مقدمة من 77 مؤسسة. وقال راولي إن 80 بالمئة من خطة التمويل ستكون لصالح غزة .. وإن إعادة الإعمار في القطاع تجري عكس ما تم التخطيط له نتيجة عدم التزام الدول بتقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية والمؤسسات العاملة حتى في المناطق التي تمت إزالة الركام منها فإن عملية البناء تجري ببطء شديد. وطالب بسرعة رفع الحصار المفروض على غزة وتمكين المواطنين من التنقل ونقل البضائع بحرية إلى الضفة الغربية وتوسيع منطقة الصيد إلى 20 ميلا بحريا والوقف الطويل لاطلاق النار والتقدم في مجال المصالحة الداخلية لتتمكن حكومة التوافق من القيام بدورها في تقديم خدماتها للمواطنين الفلسطينيين.