دخل متوسط الميدان الدولي الجزائري ياسين براهيمي تاريخ مسابقة رابطة أبطال أوروبا لكرة القدم من أوسع أبوابه، في أول موسم يشارك فيه في المنافسة القارية رفقة ناديه بورتو البرتغالي، وهذا بعدما تمكن من تسجيل هدف عالمي وعلى طريقة الكبار من مخالفة مباشرة في مواجهة بازل السويسري، أول أمس، وقاد فريقه لسحق الضيوف برباعية نظيفة بعد تمريرة حاسمة أخرى، ليضمن مقعده ضمن الثمانية الكبار في القارة العجوز. هدف براهيمي السادس له في المنافسة الأوروبية لم يكن مجرد هدف فتح شهية زملائه بل كان وراء دخوله التاريخ بتربعه على عرش أفضل الهدافين العرب في تاريخ «التشامبينز ليغ» في موسم واحد، حيث خلف مواطنه وأسطورة الدراغون رابح ماجر هداف دورة موسم 1987- 1988 بأربعة أهداف، ليعلن نفسه نجما عربيا من دون منازع في سماء القارة العجوز. للعلم، يتأخر براهيمي عن ماجر بهدف وحيد بعدما سجل هذا الأخير 13 هدفا في أولى مواسمه مع بورتو في كل المسابقات، مقابل 12 لبراهيمي . اختير الأفضل في اللقاء ويحتل المركز الثامن لأفضل اللاعبين في أوروبا هذا الموسم ونتيجة أدائه المذهل الذي قدمه في مواجهة أول أمس، اختير براهيمي أفضل لاعب في اللقاء بتنقيط (7.9/ 10) حسب موقع «هوسكورد» العالمي المتخصص، كما يحتل النجم الجزائري المركز الثامن في قائمة أفضل اللاعبين في رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم بمجموع نقاط (8.05)، حسب ذات المصدر، في القائمة التي يتصدرها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ب(9.12/ 10) متبوعا بالبرتغالي كريستيانو رونالدو ب(8.9/ 10). سابع أفضل هداف وثالث أفضل ممرر حاسم في «التشاميبنز ليغ» هذا الموسم يحتل لاعب غرناطة الإسباني سابقا المركز السابع في جدول ترتيب هدافي رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم بخمسة أهداف (أهداف الدور التمهيدي لا تحتسب وبراهيمي سجل هدفا أمام ليل في هذا الدور) خلف الهداف «لويز أدريانو» مهاجم شاختار دونيتسك الأوكراني صاحب التسعة أهداف، والنجمين كريستيانو وميسي بثمانية أهداف ثم كافاني، أغويرو وبن زيمة بستة أهداف. كما رفع براهيمي حصيلته من التمريرات الحاسمة بعد تمريراته أمام بازل السويسري إلى ثلاثة تمريرات حاسمة هذا الموسم في ذات المسابقة، محتلا المركز الثالث رفقة نجم برشلونة «آندريس إينييستا» ولاعب تشيلسي «إيدين هازارد» بذات العدد، متخلفين عن لاعبي أتليتيكو مدريد وتشيلسي على التوالي فابريغاس وكوكي بأربع تمريرات. الإعلام البرتغالي يتوقع رحيله الصيف المقبل على خطى فالكاو ورودريغيز لم يتخلف الإعلام البرتغالي من جانبه عن الإشادة بنجم السهرة الأوروبية أول أمس، عندما أكد أن الدولي الجزائري كان محرك ودينامو الدراغون وقاده بفضل إمكاناته الكبيرة إلى ربع نهائي المنافسة الأوروبية التي غاب عنها الفريق البرتغالي منذ سنة 2004، الموسم الذي أحرز فيه النادي اللقب بقيادة المدرب جوزي مورينيو، وأشارت ذات المصادر إلى أن اللاعب سيرحل عن بورتو الصيف المقبل بصفة شبه مؤكدة، نظرا لاهتمام أكبر الأندية الأوروبية بخدماته، مرجحة أن يخرج على طريقة النجوم الكبار الذين مروا على النادي في صورة جيمس رودريغيز وفالكاو. براهيمي: سعيد بمساهمتي في فوز بورتو ولا يهمني منافسنا المقبل هذا وعبر براهيمي عن سعادته بالأداء الكبير الذي قدمه في مواجهة بازل والهدف الرائع الذي أحرزه، إلا أنه في المقابل أكد أن الفريق ككل قدم أداء رائعا وكان في الموعد، وقال اللاعب لقناة «بي إن سبورتس» القطرية بعد اللقاء: «كانت مباراة مهمة بالنسبة لنا، كنا عازمين على تقديم مباراة رائعة والتأهل، أنا سعيد بالمساهمة في فوز فريقي بعد الهدف الذي سجّلته، الفريق كله قدّم أداء رائعا»، ولم يفضّل صاحب ال25 عاما أي منافس على آخر في ربع النهائي، مشيرا إلى أن كل الأندية المتبقية ستكون المباريات أمامها صعبة. براهيمي أول جزائري يبلغ ربع نهائي «التشامبينز ليغ» منذ 1997 وببلوغه الدور ربع النهائي من رابطة أبطال أوروبا، يكون براهيمي أول لاعب جزائري يتأهل إلى هذا الدور المتقدم من أمجد بطولات الأندية في القارة العجوز منذ سنة 1997، التي عرفت بلوغ الثنائي الدولي الجزائري السابق عبد الحفيظ تاسفاوت وموسى صايب لذات الدور رفقة فريقهما أوكسير الفرنسي، وإقصائهم على يد العملاق بوروسيا دورتموند الألماني المتوج باللقب آنذاك، ليفشل من حينها أي لاعب جزائري في التأهل إلى ربع النهائي حتى الموسم الحالي بفضل المايسترو براهيمي.