جمّد الوزير الأول، عبد المالك سلال، تعليمة وزير التجارة عمارة بن يونس، الخاصة بتحرير بيع الخمور بالجملة، مطالبا بضرورة استشارة كافة الجهات والقطاعات المعنية قبل إطلاق مثل هذه التعليمات، خاصة أمام احتجاج عدد من الولاة الذين رفعوا تقارير إلى الجهات العليا لتجميد قرار بن يونس.كشف مصدر موثوق ل"النهار"، أن الرجل الأول في الحكومة، عبد المالك سلال، أرسل تعليمة إلى وزارة التجارة، تتضمن تعليق التعليمة الأولى الصادرة عن وزير التجارة عمارة بن يونس، الخاصة بتحرير بيع الخمر بالجملة، مشيرا إلى أن سلال طلب من بن يونس، ضرورة العودة إلى جميع القطاعات المعنية قبل إصدار مثل هذا القرار، حيث جاء في التعليمة «تعليق التعليمة الخاصة بتحرير بيع المشروبات الكحولية بالجملة إلى غاية دراستها من كل الجوانب بإشراك كافة القطاعات المعنية» في إشارة إلى وزارة الداخلية. وفي السياق ذاته، أكد مصدر على صلة بالملف ل«النهار»، أن عددا من ولاة الجمهورية كانوا قد رفعوا شكوى رسمية إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية والوزارة الأولى، تحوي عدم اقتناعهم بالتعليمة الصادرة من وزارة التجارة، مشيرين إلى أنه وبدون العودة إليهم كونهم المسؤولين المباشرين على ولاياتهم في الشكل التنظيمي المخول لهم بموجب قوانين الجمهورية، تم إصدار تعليمات من شأنها الإخلال بالنظام العام والتجاري في الولايات التي يشرفون عليها. ويكون الوزير الأول، عبد الملك سلال، قد فصل في القضية التي أثارت زوبعة من الانتقادات من قبل المواطنين والأحزاب السياسية، الذين رفضوا تعليمة وزارة التجارة الخاصة بتحرير بيع الخمور بالجملة، خاصة بعد وصول تقارير للحكومة حول ارتفاع شدة الغضب بالشارع الجزائري تجاه هذا القرار، على غرار دعوة بعض التيارات الإسلامية للخروج في مسيرات منددة بتحرير بيع المشروبات الكحولية من دون رخصة. وحسب المصدر ذاته، فإن قرار الوزير الأول يعد ساري المفعول بداية من يوم أمس، مع إلغاء أية تعاملات تمت بموجب التعليمة السابقة منذ إطلاقها، وكان وزير التجارة عمارة بن يونس، قد قال في هذا الشأن، إنه مجرد وزير جمهورية وليس مفتٍ وإن أمر تقنين قانون منع بيع الخمور ليست من صلاحياته، مشيرا إلى أن دوره هو تطبيق قوانين الدولة الجزائرية فقط. رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ل"النهار": بوتفليقة فهم رسالة الشعب.. وسلال مشكور قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في اتصال ل«النهار»، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة انتبه إلى أن الشعب الجزائري متمسك بدينه وبعقيدته، والذي أثبتها في رفضه وانتقاده لتعليمة وزير التجارة، عمارة بن يونس، فيما يخص تحرير بيع الخمور بالجملة، مشيرا إلى أن انتفاضة الشعب فيما يخص هذا الإجراء، هي رسالة وصلت إلى الرئيس والذي فهمها ولم يبخس الشعب رأيه، على غرار الرسائل الشعبية الأخرى كرفضه لقانون العقوبات الذي تم تجميده في مجلس الأمة وقضية «شارلي إبدو» وغيرها، مضيفا أن تعليمة سلال التي أسقطت قرار بن يونس يشكر عليها كونه اتخد قرارا صائبا في هذا الخصوص، مع أنه كان عليه أن يتجاوب في الساعات الأولى من إصدار التعليمة. وفيما يخص المسيرة التي كان مقررا القيام بها بعد غد الجمعة، قال مقري إن حمس لم تتخد أي قرار أو إجراء في هذا الشأن. وزير التجارة السابق مصطفى بن بادة ل"النهار": الوزير الأول صحّح قرارا خاطئا لوزير التجارة بن يونس من جهته وفي أول خرجة إعلامية له مند خروجه من مبنى وزارة التجارة، اعتبر وزير التجارة السابق، مصطفى بن بادة، قرار الوزير الأول عبد الملك سلال، بإلغاء تعليمة تحرير بيع الخمور بالجملة، بالصائب الذي صحح قرارا خاطئا استفز مشاعر الناس، مشيرا إلى أن التعليمة القاضية بتعليق قرار تحرير الخمور تبين مدى انتباه الوزير الأول لرغبة وردّة فعل المجتمع الجزائري تجاه مثل هذه الأمور، موضحا أن الأمر جاء في وقته المناسب. عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين ل"النهار": عبد المالك سلال جنّب الجزائر فتنة عظيمة بقراره الحكيم قال الشيخ، عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن قرار الوزارة الأول كان قرارا حكيما جنّب الجزائر فتنة عظيمة، معتبرا تدخله في محله وجاء استجابة لنبض الشارع الذي اهتز لتعليمة وزارة التجارة المشؤومة التي حرت بيع الخمور. وأضاف الشيخ عبد الرزاق قسوم، في اتصال أمس مع «النهار»، أن قرار الوزير الأول كان صائبا وحكيما، معتيرا أن ذلك يعد بمثابة استفاقة للحكومة والعودة لأصل الأمر، لأنه كان ينبغي من الأساس عدم اتخاذ قرار وزارة التجارة، قائلا إن العيب ليس في الخطأ وإنما بالإستمرار في الخطأ والوزير الأول استدرك ما اقترفته وزارة التجارة، داعيا إلى الحرص على تكرار مثل هذه الأخطاء. وثمّن قسوم قرار الوزير الأول موجها الشكر للحكومة التي قال إنها استجابت لنداء شعبها وأخذت بقراره.