كشف كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، جان مارك تودشيني، أن وزارة الدفاع الفرنسية في اتصال مع وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وهي تعمل كل ما بوسعها كي يحصل جميع الضحايا التجارب النووية أو ذوي حقوقهم على الحقوق طبقا لأحكام الاعتراف والتعويض التي نص عليها قانون «5 جويلية 2010». وحسب ذات المسؤول الفرنسي الذي تحدث لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، فإن هذا الإجراء يدرس على وجه الخصوص طلبات التعويض التي يقدمها الرعايا الجزائريون حسب المعايير الثلاثة، «المكان والوقت ووجود إحدى الأمراض التي تعتبر أساسا ناجمة عن الإشعاعات»، وقال إنه «لا يميز بين الطالبين الفرنسيين أو الجزائريين، حيث يوجد في الجزائر العاصمة هيكل ملحق بسفارتنا يقوم بإعلام الطالبين ومساعدتهم في تكوين ملفاتهم». مضيفا: «حكومتا البلدين قد اتفقتا منذ ديسمبر 2014 على إنشاء هيكل مختلط يسمح بالتفكير في طريقة لتسهيل إيداع طلبات التعويض من قبل الضحايا الجزائريين للتجارب النووية الفرنسية»، وقال إن الاجتماع الأول لهذا الهيكل سيعقد قبل نهاية سنة 2015. وعن زيارته إلى الجزائر، أكد أنها تندرج ضمن مسعى «الصداقة والاحترام»، والسهر على مواصلة التطرق إلى «الذاكرة المشتركة للبلدين المدعوين إلى التوجه معا نحور المستقبل»، وأوضح المسؤول الفرنسي أن الأمر لا يتعلق ب«تجاوز قضايا الذاكرة»، بل «يجب أن نعيش بشكل أفضل تاريخنا الذي مهما فعلنا فنحن نتقاسمه». وأكد السيد تودشيني الذي يجري «رحلة ذاكرة إلى الجزائر»، أنها المرة الأولى التي تتوجه فيها سلطة وزارية فرنسية إلى سطيف لوضع باقة من الزهور على قبر «بوزيد سعال» أول ضحية جزائرية لمجازر سطيف وڤالمة وخراطة. وأشار إلى أنه سيتوجه، يوم الأحد، مع السيد طيب زيتوني وزير المجاهدين إلى النصب التذكاري لبوزيد سعال، مضيفا: «أعتقد أن ذلك يعد أول التفاتة لنا أو لمن سبقنا حول عمل الذاكرة، ذلك ليس بالأمر السهل، وأود أن يكون هناك تعاون إضافي بين الوزارتين»، وأردف يقول: «هذا الأحد ستضم الكلمة للفعل لأول مرة وهو ما يترجم فعلا ترحم فرنسا على الضحايا واعترافها بما عانوه من ويلات». وعن سؤال حول الاعتراف الرسمي بمجازر 8 ماي 1945 بسطيف، أجاب أن «هذا الاعتراف الرسمي تم بصفة علنية خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند يوم 20 ديسمبر 2012».