كشفت البروفيسور فتيحة غاشي، رئيسة وحدة العيادة بطب الأورام والخلايا بمركز بيار ماري كوري الجزائر، أنه يتم سنويا تسجيل أكثر من 1000 حالة إصابة بسرطان الأطفال بمختلف أنواعه في الجزائر، نصفهم يموتون بسبب تأخر العلاج.وأضافت البروفيسور غاشي، على هامش اليوم العلمي التاسع حول سرطان الطفل، الذي بادرت بتنظيمه جمعية مساعدة مرضى السرطان «البدر»، أن 80 بالمائة من الأطفال المتواجدين في المستشفيات، أدخلوا للعلاج من أحد أنواع السرطان، موضحة أن عدد الحالات المسجلة في الإصابة بهذا المرض، في تزايد مستمر، والأخطر أن نصف هؤلاء الأطفال يكون مصيرهم الموت، لأنهم يكونون في مرحلة متقدمة من المرض ولا يستطيع الأطباء فعل شيء أمام هذه الحالات. وشددت البروفيسور، على ضرورة الفحص المبكر للمرضى داعية الأولياء وأطباء الأطفال على حد سواء إلى القيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة، في حالة الشك للكشف عن هذا المرض في بدايته، حتى يتسنى للمتخصصين معالجته، وبالتالي إنقاذ حياة الطفل، علما أن سرطان الأطفال يتطور بسرعة كبيرة، إلا أنه يستجيب للعلاج بسهولة، إذا ما تم الكشف عنه مبكرا، عكس مرض السرطان عند الكبار. وأرجع المتخصصون أسباب هذا المرض القاتل الذي يصيب الأطفال من سن الصفر إلى سن المراهقة، أساسا إلى بعض الالتهابات الفيروسية، التي من شأنها أن تتطور وتتفاقم لتصبح سرطانا، أو إلى العامل الوراثي أو التلوث البيئي أو الطاقة الإشعاعية. يذكر أنه هناك أكثر من 40 نوعا من السرطان الذي يصيب الأطفال، أكثرها انتشارا هو سرطان الدم، وسرطان الغدد اللمفاوية وسرطان المخ الذي يأتي في المرتبة الثالثة، بالإضافة إلى سرطان الأنسجة الرخوية. وتتنوع وسائل العلاج وطريقة استعمالها حسب الحالات وتتمثل في الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. وفي سياق آخر، تأسفت ذات المختصة لعدم اهتمام مخابر الأدوية العالمية، بإيلاء أهمية كبيرة للبحوث حول سرطان الطفل، وبالتالي فإن اكتشاف الأدوية لمكافحة هذا المرض محدود نوعا ما، وذلك لأن هذه البحوث عادة ما تكون غير مربحة، حيث يتعلق الأمر بآلاف الأطفال حول العالم، بينما توجه أدوية سرطان الكبار لملايين الأشخاص وهو ما يدّر أرباحا طائلة. من جهته، لفت رئيس جمعية «البدر» الدكتور موساوي مصطفى، إلى عدم وجود مركز خاص بعلم الأورام التي تصيب الطفل في الجزائر، حيث أن الأمر يقتصر على بعض الوحدات، أو المصالح الموجودة على مستوى المستشفيات، داعيا إلى التفكير في إنشاء مركز من هذا النوع في القريب العاجل في الجزائر.