تعيش منطقة بوجيمة الواقعة على بعد 25 كلم شمال عاصمة ولاية تيزي وزو، هذه الأيام على وقع ''السوسبانس'' بالاختفاء المفاجئ لشابين في الثلاثينيات من عمرهما يقطنان بقرية تيقاعثين، أحدهما يدعى سليم والآخر محند عازبين ويشغلان كسائقي نقل بالخط المحلي الرابط بين طريحانت وبوجيمة وذلك منذ حوالي خمسة عشر يوما، حيث انقطعت كليا الإتصالات بذويهما، وهاتفهما النقال مغلق، علما أنهم لم يتركوا أي مكان إلا وبحثوا فيه، إذ تنقلوا إلى مختلف المقرات الأمنية، على رأسها القطاع العملياتي العسكري، إلا أنه بدون جدوى حيث أن هذا الإختفاء المفاجئ تزامن مع اعتقال المدعو البشير كبير (32 سنة) بقضية لها علاقة بالإرهاب لأنه عام قام بتسليم مبلغ 240 مليون كفدية، وتعود تفاصيل القضية إلى ليلة عيد ميلاد السنة الميلادية (3 ديسمبر المنصرم) لدى مداهمة مالايقل عن 40 إرهابيا فندق العائلة المسمى ''بانوراما'' مهددة إياه في غياب والده بوجوب دفع مبلغ 240 مليون كاملا، وإلا ستمنعهم من مواصلة نشاط المرفق المذكور وفي اليوم الموالي تنقلت مصالح الشرطة التابعة إقليميا لتيقزيرت لإنجاز تقريرها، أخبرهم البشير ما حصل إلا أن هذه الأخيرة حذرته كي لايلبي ذلك، كونه يعتبر مساندة ودعم للعناصر المسلحة. وحسب ما علمته ''النهار'' من مصادر مؤكدة فإن التحقيق كشف أن المتهم والضحية في الوقت ذاته قد سلم لاحقا المبلغ ذاته رسميا عداً ونقداً لمهدديه في تلك الليلة التي كان فيها الشابين المختفين المذكورين سلفا، حاضرا لإحتساء المشروبات الكحولية وهناك من يشير أنهما دخلا في اتصالات مباشرة مع تلك الجماعة الإرهابية، ما يرجح فرضية التحاقهما بالنشاط المسلح، علما أن أحدهما المدعو سليم هو إبن لشرطي فصل نهائيا من سلك الأمن الوطني، بعد أن قضى خمسة سنوات في السجن بتهمة القتل الخطأ تعود وقائعها الى سنة 1998، وعلى ذكر فندق ''البانوراما'' وجب الذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض أصحابه إلى مثل هذه التحرشات الارهابية أبرزها إختطاف مالكها رب الأسرة المدعو أرزقي المرتد عن الإسلام، والذي اعتنق المسيحية علنا، وهذا سنة 2006، أين دفع مبلغ مالي جد مغري مقابل إطلاق سراحه، وفي سياق متصل تجدر الاشارة أن منطقة بوجيمة المفتقرة لأي هيئة أمنية بعد الرحيل الأسطوري لعناصر الدرك الوطني في الأحداث المسماة بالربيع الأسود، لم يسبق وأن التحق أبنائها بصفوف الدمويين يسجل فيها مرارا وتكرارا إلى يومنا هذا حضور العناصر الإرهابية التي تأتي خاصة لغرض التموين من المحلات التجارية، ولعل الأكثر ظهورا هو أحد الارهابيين المنحدر من ولاية بومرداس، الذي أطلق عليه بعض من سكان المنطقة اسم بوعينة نسبة لإصابة إحدى عينيه بالعمى.