أشرف، اليوم الجمعة، الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارة للناحية العسكرية الثانية، التي دخلت يومها الثالث والأخير، على تمرين تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح- سطح من قبل طاقم السفينة الغراب "الزاجر". وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني، أن الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، رفقة اللواء سعيد باي قائد الناحية واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، انتقل نحو مضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية بوهران، حيث أشرف على تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح- سطح من قبل طاقم السفينة الغراب "الزاجر"، وهي السفينة الثالثة من نوعها التي تم استلامها والتي تعززت بها قواتنا البحرية شهر أوت 2016، في إطار برنامج تحديث وتطوير وعصرنة أسطولها البحري . وأضاف البيان، أن هذا التمرين التجريبي يندرج في إطار الاستلام النهائي للسفينة بعد التأكد من مدى فعاليتها العملياتية، وقد تم تنفيذ الرمي بنجاح وتدمير الهدف البحري بدقة عالية، وهو ما يعد نجاحا آخر وثمرة من ثمار التحضير القتالي الجيد للأطقم و التحكم في الأسلحة والمعدات، ما يؤكد التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات البحرية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة .ولفت البيان، إلى الفريق التقى بعد التمرين بإطارات وأفراد الواجهة البحرية الغربية، أين ألقى كلمة توجيهية هنأ فيها طاقم السفينة "الزاجر" على تحكمهم الجيد في الأسلحة والمعدات، مشيدا بالجهود الكبرى التي بُذلت من أجل الارتقاء بقوام المعركة في الجيش الوطني الشعبي وتطوير مكوناته بالاعتماد أساسا على عنصر بشري كفء قادر على مواجهة كافة التحديات المعترضة : " لقد أصبحت قواتنا البحرية، بعد سنوات قليلة، على غرار بقية القوات الأخرى، تمتلك ناصية التكنولوجيات المتطورة، بل والمعقدة، وأضحت بذلك مثالا يقتدى به في مجال العمل المهني المحترف الجاد والمسؤول، كفل لها التحكم الكامل والاستغلال الأمثل والعقلاني لمثل هذا السلاح البحري الإستراتيجي الذي تزداد أهميته الردعية مع مرور السنين والأعوام، من خلال التنفيذ الناجح لمختلف التمارين البحرية بالرمايات الحقيقية. ومن هذا المنظور، فإنني أعتبر كل هذه المساعي العملية الجادة والمثمرة بمثابة اللبنة الصلبة والقوية والجهد المتبصر الذي يبذل تنفيذا لتعليمات وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الذي يولي أهمية قصوى لنجاح مسعى بلوغ الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ما يأمله من أهداف تطويرية وتحديثية طموحة، تبلغ به، ويبلغ بها، إن شاء الله تعالى، شأوا بعيدا. وفي هذا الصدد بالذات، فإننا نسعى جاهدين، بأن تنبني مرتكزات الاحترافية لدينا على العنصر البشري، الذي يتعين أن يتكيف بصفة كاملة مع معطيات ومتطلبات العمل المحترف، الذي يستوجب بدوره حتمية اكتساب الذهنية السوية القادرة على التكيف مع طبيعة المهام الموكلة ومع مختلف الأحوال والظروف المحيطة، ومع مستلزمات جودة المردودية الفردية والجماعية، التي لا بد أن يشعر من خلالها العسكري المحترف في القوات البحرية وفي غيرها من القوات الأخرى، بأنه جزء من الكل، وأنه يسهم بصورة إيجابية وفعلية في تقوية الجهد الجماعي المبذول". وأشار ذات المصدر، أن الفريق اغتنم هذه السانحة لتهنئة الجميع على هذا الإنجاز الجديد، الذي تعززت به القوات البحرية في إطار برنامج تحديث وعصرنة أسطولها، والذي سيسهم، دون ريب، في الرفع من القدرات الدفاعية وفي تطوير قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، كما أشاد أيضا بالدور الإنساني الذي ما فتئت تؤديه القوات البحرية في مجال إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين : " لقد أكدت أكثر من مرة، وأعيد ذلك أمامكم اليوم، أن امتلاك ناصية تطويع عوامل تطوير القدرات القتالية والعملياتية لقوام المعركة لدينا، وترقية كافة مكونات قواتنا المسلحة، هي الغاية الأساسية التي تنشدها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وتعمل على تجسيدها ميدانيا وفعليا من خلال كل هذه الجهود الحثيثة والمتواصلة المبذولة دون هوادة طيلة هذه السنوات الأخيرة، بمثابرة شديدة وإصرار أشد، ومن ضمن هذه الجهود، يتعين علي بهذه المناسبة الإشادة والتنويه بما تسهم به القوات البحرية، بكل اعتزاز في إنقاذ شريحة كبيرة من الشباب، من مخالب عواقب الهجرة غير الشرعية، وهذا منذ سنة 2005 إلى غاية اليوم، هؤلاء الذين غامروا بمستقبلهم، بل بأرواحهم دون وعي منهم بذلك، حيث تمت إعادة أكثر من عشرة آلاف شاب مغامر من مختلف الأعمار إناثا وذكورا، من بينهم 318 أجنبيا، إلى دفء الأسرة وحضن المجتمع. وتابع قائلا :" إن هذا الجهد بقدر ما يمثل عملا إنسانيا بحتا فهو عمل وطني خالص ذو أبعاد كثيرة تكمن أساسا في تخليص هؤلاء الشباب الأبرياء من الموت المحتوم ومن قبضة تجار البشر السماسرة، ومن ثمة إعادة إدماجهم ضمن النسيج الاجتماعي الوطني". وستخلص البيان، إلى أن الفريق قايد صالح بعدما ألقى كلمته وبمقر قيادة القاعدة البحرية الرئيسية مرسى الكبير، قام بتفقد وتفتيش مختلف مشاريع تطوير وعصرنة هذه القاعدة البحرية الإستراتيجية وتدشين عدة مرافق بها.