أسفرت المواجهات العنيفة بين طلبة جامعة «عباس لغرور» بخنشلة وفئات أخرى منهم في بعض إقامات الذكور إلى ساعة متأخرة من عشية أول أمس، عن تسجيل أزيد من 29 جريحا وصفت حالة عشرة منهم بالخطيرة، بعد نشوب شجارات متفرقة بين مجموعات منهم منحدرة من بلدية أولاد رشاش وأخرى من بلدية ششار. تطورت إلى ما يشبه «معركة» حقيقية بين الطرفين استعملت خلالها كل أنواع الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وقضبان الحديد والحجارة والزجاجات الحارقة داخل بعض إقامات الذكور ما لبثت أن انتقلت شرارتها إلى الحرم الجامعي وأمام مختلف الكليات والمعاهد، أين تسببت في إغماءات العديد من الطالبات اللاتي لم يتحملن المشاهد العنيفة، فيما سارعت مصالح الأمن من الدرك والشرطة مدعومة بأفراد شرطة التدخل السريع ووحدات الحماية المدنية إلى تفريق الجماعات المتشاجرة، قبل أن تمتد المواجهات على الرغم من ذلك إلى خراج الحرم الجامعي، لتتواصل أعمال العنف المتبادل والرشق بالحجارة في كل الاتجاهات، سجل خلالها تحطيم جزئي لعدد من سيارات المسافرين وإصابة بعضهم بجروح عبر الطريق الوطني نحو ولاية أم البواقي، بالتزامن وعمليات نقل للجرحى والمصابين على متن سيارات الإسعاف إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى «أحمد بن بلة» عند المخرج الغربي لمدينة خنشلة. هذه المواجهات الأعنف من نوعها التي شهدها الحرم الجامعي وبعض الإقامات الجامعية الخاصة بالذكور، حيث انطلقت الشرارة الأولى بين بضع المقيمين من بلدية أولاد رشاش مع آخرين من بلدية ششار تطورت إلى درجة أعمال تخريب لمحتويات وهياكل بعض الغرف أصيب خلالها ما لا يقل عن تسعة طلبة بجروح متفاوتة الخطورة، فيما سارع أولياء الطالبات في إقامات الإناث إلى العودة بهن إلى عائلاتهن خشية انتقال العدوى وتجنبا لما قد ينجم من أعمال انتقامية في حقهن، بعد أن أصيب أزيد من 20 طالبا خلال المواجهات الدامية في وسط الحرم الجامعي. الوالي من جهته أصدر شكل خلية أزمة لمتابعة الوضع، وأصدر قرارا إلى مختلف الأجهزة الأمنية بضبط النفس والتعامل مع أطراف هذه المواجهات من الطلبة بأقصى الليونة والحكمة.