الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان وعلى ما منّ به علينا من شهر الصيام والقيام، نحمده سبحانه ونشكره وأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي الكنز العظيم والحصن الحصين، لكن مادية الحياة وبهارج الدنيا كست قلوب المتعلقين بها سحابة من الغفلة وأعمت أبصارهم غشاوة من الضلالة، حتى أصبحت المادة هي المقياس عندهم، فالمحظوظ في نظرهم القاصر، هو من ترقى في جاه الدنيا وأموالها وسلطانها، والخاسر والشقي -حسب زعمهم- هو من قلت مادته أو تناساه الناس، ونحن في هذا الشهر الكريم شهر فرض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون . span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"غاية الصوم أيها الأخوة تقوى الله عز وجل، وذلك في جميع الجوارح بما فيها القلب، فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح والأعمال وسلمت الحياة من العطب والاستقامة على الدين، تكون باستقامة الجوارح ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوات، ليس لأن الله تعالى في حاجة اجوعنا فحاشا وكلا، وهو الغني ونحن الفقراء، وهو الذي سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة المخلوقين ولا تضره معصيتهم، وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب وحتى يكون الصوم عن هذه المفطرات قائدا إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، نعم أيها الأخوة من لم يدع قول الكذب والحرام والهذيان والتلفظ بما لا يعنيه، ومن لم يدع العمل المحرم بشتى صوره وألوانه ومن لم يدع التعدي على حرمات الله وحرمات الناس من لم يدع هذه المنكرات فليس لله حاجة في مثل هذا الصيام، لأنه لم يحقق معنى الصيام وهو التوصل للتقوى. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"فإذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء، وقال بعض السلف، أهون الصيام ترك الشراب والطعام ورحمة الله وسعت كل شيء، فمن رحمة الله بالعباد كي يستفيدوا من شهر الصيام أن صُفدت الشياطين في رمضان ليستريح الصائمون من وسوستهم بالإثم وتزيينهم للشر ولتُسهل عليهم الطاعة والالتزام. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"فحري بالمسلم أن يبدأ بتدريب نفسه عمليا على الاستفادة من هذا الشهر، وأن يعتقد بأنها فرصة سنوية لبقية شهور العام، وأن من حكم مشروعية الصيام الوصول للتقوى وكفى بها من فائدة. @ span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"ياسين.بوناب / جيجل