السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبل الله منا ومنكم وأعاد علينا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركة أما بعد: لا أعرف كيف البداية ومن أين أشرع بالكلام، لأن ما اكتشفته مريب يخص معاشي وإخوتي وحتى والدتي، لأننا أكلنا الحرام حتى التخمة منذ سنوات ولم نكن نعلم، وهذه تفاصيل الانشغال . span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"عكفت منذ بداية الشهر الفضيل على مساعدة والدي في تجارته البسيطة التي مارسها ولا يزال منذ فترة بائعا متجولا للخضر تارة وللفواكه تارة أخرى، حسبما يٌوفره الموسم، ولأن هذا النوع من التجارة يعرف الرواج الكبير، خاصة في الشهر الفضيل، فإن الإقبال وتهافت الزبائن جعل وجودي مع والدي دعما له، علما أنه لم يتقبل الفكرة في البداية ورفض لكنه سرعان ما استحسن الأمر، لأن مرافقتي له هونت عليه متاعب العمل، علما أنه تجاوز الستين من العمر. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"منذ الوهلة الأولى لاحظت ما لا يسر القلب ولا يفرح الخاطر، أن والدي لا يفي الميزان، حسبت ذلك غفلة منه لكنه تمادى، مما جعلني أراقبه بعين لا تسهو أبدا، فعلت ذلك حتى لا أظلمه، فالظلم ظلمات يوم القيامة، وذلك طيلة يوم بأكمله، فتأكدت أن والدي يفعل فعلته عمدا ومع سبق الإصرار وسالف النية، مما جعلني أشد انتباهه لخطورة هذا الأمر، فقال إن الزبون ليس بوسعه أن يكتشف الأمر وأنى له أن يعرف ذلك؟ مما جعلني أذكره بالرقابة الإلاهية وبأن الله ليس بغافل عما يفعل العباد، لكنه رفض كلامي ونصيحتي وقال: «span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"هذه الطريقة هي من كبرتكم وساعدتني على الاستمرار» أدركت حينها أن والدي أطعمنا الحرام ولم يخش في ذلك الخالق الذي توعد أمثاله ببئس المصير. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"فهمت الآن وأيقنت جيدا لماذا لم نفلح جميعا، لا واحد منا اجتاز المرحلة الابتدائية في الدراسة، ولم تتحسن ظروفنا أبدا، فأثاث البيت على سبيل المثال وكل ما لدنيا من أمتعة هي نفسها- بالية رثة، ونفس المستوى المعيشي نأكل ونشرب ولا شيء غير هذا يمز حياتنا، إنها لعنة الحرام التي دخلت البيت وأبت أن تفارقه، لأن والدي هو الآخر أبى التخلي عن حيلته أو بالأحرى خديعته، لهذا السبب لم يعد يروق لي دخول البيت وكل ما فيه حرام، لم أعد أستلذ الصيام ولا روعة هذا الشهر، لأن الإثم يحيط بنا من كل مكان عن اليمين وعن الشمال، فهل أهجر أم علي الاستمرار في دعوته ومناصحته، عسى أن يجعلني الله السبب لتوبته فيحيد عن طريق الباطل ليتبع سبيل الحق. @ span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"هشام/ المسيلة