في فضيحة اهتز لها قطاع التربية، جرّت 34 متهما إلى أروقة العدالة، على رأسهم إطارات بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات فرع القبة بالعاصمة، فضلا عن موظفين ببريد عين النعجة ومديرية الضرائب، إضافة إلى طلبة جامعيين، جرى الكشف عن ملابسات اختلاس 2.5 مليار سنتيم ابتلعها موظفون وهميون في قطاع التربية من تعويضات ومنح الأساتذة المؤطرين في الفترة الممتدة بين 2013 و2014. أفيد أنّ الاختلاس تمّ بإيداع قرص مضغوط لدى المركز الوطني للصكوك البريدية، احتوى قائمة اسمية مزورة لأشخاص غير موظفين بالديوان، وجرى ضخ أموال معتبرة بحساباتهم الجارية، وهي الجريمة المالية التي تضرّر منها بريد الجزائر شرق الكائن مقره بباب الزوار، والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بضاحية تيليملي في العاصمة. ويتابع في الملف 3 أشقاء موقوفين "عبد الستار.ص" وهو محاسب إداري رئيسي بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة، "عبد الرزاق.ص" المكلف بالمخزن، و"عماد.ص" الموظف بديوان الامتحانات والمسابقات بتيليملي، فضلا عن 31 متهما غير موقوف أبرزهم "محمد.د"، مدير فرع الجزائر للديوان سابقا، و"أحمد.ن" العون المحاسب بالديوان الوطني فرع القبة، "أنيسة.ص" الموظفة بمصلحة الإستقبال باتصالات الجزائر، "صونية.س" مساعدة تربوية، "فاطمة.ل"، الإطار السابق للتربية، "محمد لمين.ز" أمين مخزن بالديوان في القبة، "خالد.ك" عون نظافة، "رضا.ز" معلم سياقة، منير.ز" سائق حافلة، "عبد الرحمان.ب" سائق سبارة أجرة، "سمير.ن"، موظف ب "سوناكوم"، "خدوجة.د" عون شبّاك بعين النعجة، "مروان.ب"، "وافية.ج" عون شبّاك بالبريد، "زهير.ك" عون شبّاك، "محمد.ص" تاجر، "سالمة.ب"، "عمارة.ص" عون حماية مدنية، "شفيقة.ص"، "عزالدين.ص" حارس ليلي، "إحسان.م" مفتشة بمديرية الضرائب، "رضوان.ع" طباخ، "سيد احمد لمين.م" عون أمن، "سيف الدين.ع" طالب جامعي، "خديجة.ب" طالبة جامعية، "عبد الرحمان.م" مسيّر وكالة كراء السيارات، "فيصل. ب" عامل مهني بالتعليم، "مصطفى.س" موظف بدائرة حسين داي، "ورنان.ز"، " أسماء.ف"، "صالح الدين.ز". ونُسبت لمن تقدّم ذكرهم، تهما ثقيلة تتعلق بتكوين جمعية أشرار التزوير واستعمال المزور في محررات إدارية، اختلاس أموال عمومية، اساءة استغلال الوظيفة تبييض عائدات الإجرام للمتهمين الثلاث الموقوفين، مع اضافة تهمة الإهمال الواضح المؤدي إلى اختلاس أموال عمومية، والمشاركة في اختلاس أموال عمومية لباقي المتهمين غير الموقوفين. تحويلات مالية مشبوهة فجّرت المستور تفيد أوراق القضية الذي يحوز "النهارأون لاين" على نسخة منها، أنه بتاريخ 13 سبتمبر 2015، تقدّم إلى مقر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالعاصمة، كل من المدعوين" مسعود.ب" و" كريم.ب" من أجل تقييد شكوى عن تعرضهما للنصب والاحتيال على يد المدعو "عماد.ص" الموظف بمصلحة بريد عين النعجة، وشقيقه المدعو "عبد الرزاق.ص" أمين مخزن بديوان الامتحانات والمسابقات. وصرّح الضحية "كريم.ب" أنه في عام 2013، اتصل به المدعو "عبد الرزاق.ص" طالبا منه رقم حسابه البريدي الجاري لاستعماله في مبالغ ترسل له دون أن يفصح له عن مصدرها، وهو ما تم فعلا حيث أرسل له هويته الكاملة ورقم حسابه عبر رسالة نصية، مضيفا أنه وخلال الفترة الممتدة بين 7 جويلية 2013 إلى غاية 11 أوت 2015، قام المتهم "عبد الرزاق.ص" بتحويل ما قيمته 48 مليون سنتيم بحسابه البريدي الخاص عبر دفعات، ليتكفل هو شخصيا بسحبها وتسليمها له، مشيرا أنه في أوت 2015 تلقى اتصالا هاتفي من "عبد الرزاق.ص" مُبلغا اياه أنّ أحد أقاربه من ولاية عنابة حوّل له في حسابه البريدي الجاري مبلغ 20 مليون سنتيم، فقام بسحب الملغ دون أن يسلمه إياه، وبُناءً على ذلك استخرج كشف حسابه البريدي، ليتبين له أنّ المبلغ المحول لحسابه قد حول من حساب خاص لفرع الديوان الوطني لامتحانات والمسابقات بالقبة. وفي السياق ذاته، صرح الضحية الثاني "مسعود.ب" أنه منذ أكثر من 3 سنوات طلب منه المتهم "عماد.ص" الموظف بريد عين النعجة، تسليمه رقم حسابه لاستعماله في تحويل مبالغ أرسلت من طرف أقرباءه القاطنين بعنابة، مبررا ذلك بتجنب الشبهات بحكم وظيفته، وعليه سلمه رقم حسابه مع بطاقته المغناطيسية ورقمها السري، وصكوكا بريدية ممضية على بياض، فضلا عن نسخة من بطاقه التعريف الوطنية. ويضيف "مسعود.ب" – أنّ المتهم "عماد.ص" أبلغه بتحويل مبلغ مالي يجهل قيمته إلى رصيده، وقام بسحبه، وعليه قام الضحية باستخراج كشف حسابه البريدي الجاري، ليتبين له أنّ المبالغ المحولة لحسابه الشخصي، قد حُوّلت من حساب خاص بفرع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة. تقاسم الأدوار لنهب المال العام استغلالا للشكوى، تم سماع المشتبه بهم، الأشقاء "عماد"، "عبد الستار" و"عبد الرزاق" و"أحمد.ن" عون المحاسبة التابع لخزينة ولاية الجزائر، ليتبين من مجريات التحقيق أنّ المتهمين الأشقاء الثلاثة تربطهم علاقة صداقة بالمتهم "أحمد.ن"، وبحكم وظيفة الأخير كعون محاسب بالديوان المذكور، فرع القبة، تقاسم هؤلاء الأدوار لنهب المال العام، بتواطؤ العون الذي كان مكلفا باستلام الصكوك البريدية الخاصة بفرع الجزائر للديوان، وخُصص له حسابا خاصا، لصب منح ورواتب الأساتذة وموظفا القطاع، وهذا بعدما أحدث المتهم" عبد الستار.ص" تغييرات في قوائم اسمية للأساتذة المؤطرين من خلال إدماج أسماءهم وأسماء أقاربهم ومعارفهم ضمن القائمة مع أرقام حساباتهم البريدية مرفوقة بصكوك بريدية خاصة بالديوان به إمضاء الختم الخاص بالمتهم "أحمد.ن"، وهذا لتسهيل اختلاس أموال القطاع وبالتحديد تلك الخاصة بالديوان، بعدما قام المعني بإرسال القائمة الإسمية إلى المكاتب البريدية والمركز الوطني للصكوك البريدية. تلاعبات الأسماء المزيفة توصلت التحقيقات الأمنية إلى أنّ غالبية عمليات التخليص كانت تتم على مستوى مكتب بريد عين النعجة، أين يعمل المتهم" عماد.ص" شقيق "عبد الستار" الموظف بالديوان، الذي قدم تسهيلات لسحب الأموال لفائدة أشخاص لا يمتون بصلة بالديوان، بعيدا عن أعين المسؤولين. وكشفت التحريات أيضا أنّ "عبد الرزاق.ص" هو من سلّم لشقيقه "عبد الستار" أسماء أقاربه ومعارفه مع حساباتهم البريدية، على أساس أنهم أشخاص قدّموا خدمة للديوان، ليتم ضخ أموال معتبرة بحساباتهم من الحساب الخاص بالديوان، ليستولي عليها المتهم "عماد.ص" بمركز بريد عين النعجة. وثبت من التحقيق المنجز، وما توصل به الخبير القضائي، أنّ المتهم "عبد الستار.ص" بحكم وظيفته كمحاسب اداري لدى الفرع المذكور بالديوان، قبل ايداع القائمة الاسمية في شكل قرص مضغوط، وتبيّن أنّ هذه العملية لا تحتوي على أي رمز سري، ما مكّن "عبد الستار.ص" من إحداث تغييرات بإدراج أسماء وأرقام الحسابات البريدية الجارية لأشخاص لا تربطهم أي علاقة بالديوان، أو بإدماج أرقام حسابات شخصية للمعنيين، بغرض التمكن من سلب المبالغ التي ضُخّت في الحسابات، كما قام المتهم بإدراج أسماء وهمية مصحوبة بأرقام الحسابات الجارية الشخصية للمعنيين حتى لا يتم الكشف عنهم، كما تبين أيضا أنّ المتهم نفسه يملك حسابا جاريا باسم وهمي، حتى يتمكن من اختلاس الأموال، وأدرج إسمه ضمن القوائم الإسمية للأساتذة المؤطرين باسم "هاني عبد الرزاق" مع رقم حسابه البريدي الجاري. الخبرة العلمية عرّت التزوير تحصلت "النهار أون لاين" على الخبرة الحسابية المنجزة، التي توصلت أن القوائم الإسمية المزورة قد تم إعدادها استخرجت من جهاز باستعمال قرص مضغوط لدى المركز الوطني للصكوك البريدية، يحتوي على اسم ولقب المؤطر وحسابه البريدي الجاري، والمبلغ المالي، أودعه المحاسب الإداري للديوان" عبد الستار.ص" مرفقا بالقائمة الإسمية المزورة، التي أرفقت بالمبلغ الاجمالي أي ما يعادل المجموع الخام ومبلغ الصك المحرر والموقّع من طرف المتهم. وكشفت الخبرة أيضا أن القوائم الإسمية للمؤطرين في سنتي 2013 و2014، المرسلة من طرف فرع الجزائر للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة إلى المركز الوطني للصكوك البريدية للتخليص، كان عددها 25 قائمة في شكل قرص مضغوط ب 25 صكا بريديا خاصا بالحساب الجاري للديوان، وشهدت إدراج قائمة ضمت 31 شخصا، مكّنت المتهمين من اختلاس المليارين ونصف مليار سنتيم، من حساب الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة