أكد مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء اليوم الجمعة، تعيين "جون ديروشر" سفيرا للولايات المتحدة في الجزائر خلفا ل "جوان بولاشيك"، علما أنّ الجزائر وافقت في 22 جوان الماضي على تعيين "ديروشر". موازاة مع تعيين "ديروشر"، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على زهاء 65 تعيينا، وأكد السفير الجديد أمام لجنة الشؤون الخارجية للغرفة العليا للبرلمان الأمريكي أنّ العلاقات بين البلدين تعززت خلال السنوات الأخيرة و"توسعت أكثر". أمن وتجارة واستثمار في حقيبة خليفة "بولاشيك" ذكر "ديروشر" ثلاثة محاور رئيسية من برنامجه الخاص بالجزائر، ويتعلق الأمر بتعزيز التعاون الأمني وتطوير التجارة والاستثمار والعمل مع نظرائه الجزائريين. وذكر الدبلوماسي الأمريكي بأنّ الجزائر وواشنطن عقدا خلال السنوات الأخيرة مشاورات على المستوى الرفيع بمشاركة مؤسسات البلدين، مشيرا إلى مختلف دورات الحوار الاستراتيجي و العسكري التي نظمت. وصرح المسؤول الأمريكي أن "ذلك يدل على القيمة التي يوليها البلدين لشراكتهم المتنامية". نظرة إيجابية للاستقرار على المستوى الأمني، سجّل "ديروشر" أنّ الجزائر تمكنت من الحفاظ على "الاستقرار" الذي اكتسبته عن جدارة خلال التسعينات، "بفضل جهود مكافحة الارهاب والمصالحة الوطنية ومبادرات القضاء على التطرف". وأضاف خليفة "بولاشيك" أنّ "الجزائر صدّرت مكسب السلام لجيرانها. أشيد بالجهود التي تبذلها الجزائر لتشجيع المصالحة السياسية في ليبيا وحث البلدان المجاورة على دعم اتفاق سياسي لتسوية الأزمة الليبية"، كما أشاد السفير الجديد بالدور الريادي للجزائر في حفظ الأمن الاقليمي، وأوضح مخاطبا أعضاء هذه اللجنة أنّ الجزائر "وفّرت مساعدة أمنية لبلدان الجوار، على غرار تونس والنيجر". وقال "ديروشر" أنّ الجزائر "بصفتها أكبر بلد في افريقيا يقع في منطقة غير مستقرة، يعترف بالتهديد الذي تمثله الاضطرابات الاقليمية على أمنها الداخلي". وحسب تصريحات السفير، فإنّ "عودة المقاتلين الارهابيين الأجانب من مناطق نزاع على غرار العراق وسوريا والتهريب وجماعات الجريمة المنظمة، تعدّ تهديدات هامة يريد السفير مكافحتها من خلال تعزيز التعاون الأمني مع الجزائر في المنطقة". أولوية الشراكة والتعاون الطاقوي بخصوص التعاون الاقتصادي، سجل السفير الأمريكي الجديد استمرار تقدمه خلال السنوات الأخيرة، غير أنه اعترف ب ضرورة تفعيل استثمارات جديدة أمريكية بالجزائر". وأشار "ديروشر" إلى أنّ الجزائر تبقى "منتجا هاما" اقليميا في مجال المحروقات و"ممونا هاما" بالغاز لأوروبا، تبعا لاحتلالها المركز العاشر ضمن البلدان المتوفرة على احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي في العالم. من جهة أخرى، أبرز "ديروشر" أنّه سيساعد الشركات الامريكية الباحثة عن شراكات مع المؤسسات الجزائرية، من أجل تطوير قطاع الطاقة في الجزائر. ووعد "ديروشر" بتوسيع الشراكة بين البلدين، خاصة مع اطلاق النموذج الجديد للنمو الاقتصادي من أجل تطوير وتنويع الصناعات المحلية. وفي لقاء مجلس الشيوخ الأمريكي، أكّد السفير الجديد أن تحدي تراجع أسعار البترول الذي تواجهه الحكومة الجزائرية حاليا، دفع البلد إلى "إدخال تغييرات اقتصادية هيكلية وترقية نمو القطاع الخاص والاستثمار الاجنبي مع إعادة تقييم نظامها الخاص بالدعم ودراسة صيغ جديدة لتمويل الاقتصاد". ونوّه المتحدث بأنّ حكومتي البلدين عقدتا في أفريل الماضي، جلسة محادثات حول الاتفاق المتعلق بالتجارة والاستثمار، قصد تحديد وسائل تدعيم العلاقات الاقتصادية الثنائية. من جهة أخرى، أبرز المتدخل الاصلاحات الدستورية التي أدخلت السنة الماضية من أجل تدعيم دولة القانون والحريات، وعليه انتهى بالتأكيد: "أنتظر بشغف كبير فرصة القيام بمهمة فعالة بسفارة الولاياتالمتحدة في الجزائر، عبر تسجيل تقدم في مصالحنا المشتركة".