قفزت أسعار الماشية مع اقتراب عيد الأضحى إلى معدلات خيالية عبر معظم ولايات غرب الوطن، خاصة منها المعروفة بطابعها الرعوي وتوفرها على مسحات شاسعة من الأراضي السهبية والهضاب، التي تعتبر مصدر تمويل للمناطق الشمالية بالماشية، حيث فاق متوسط سعر أضحية العيد هذه السنة، ثلاثة ملايين سنتيم بولاية تيارت، في حين تعدى سعر ''الكبش'' الجيد معدل 5 ملايين سنتيم. تعتبر ولاية تيارت من أهم المناطق الرعوية في بلادنا، باعتبارها تقع بالهضاب العليا للوطن وتتربع على مساحة إجمالية تفوق 20 ألف و86 كلم 2، إلا أن المؤشرات الأولية تنبىء باستمرار ارتفاع الأسعار تدريجيا، خلال الأيام القليلة القادمة. ولا يختلف كثيرا العارفون بقطاع الفلاحة، فضلا عن الموالين حول الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى ارتفاع أسعار الماشية هذه السنة، مقارنة مع السنوات الماضية، حيث أرجع بعض الموالين السبب إلى الأمطار الأخيرة التي تهاطلت عبر ربوع الوطن، حيث تسببت في تلف المساحات المخصصة لرعي الأغنام، وهو ما أرغم الموالين على اللجوء إلى شراء مادة العلف والأغذية الحيوانية، الأمر الذي يعتبر تكلفة إضافية تضاف إلى سعر الماشية. وأكد الموالون الذين التقتهم ''النهار'' بكل من سوقي سوڤر وحمادية، أن أسعار الماشية غير مرشحة للانخفاض إذا ما استمر الوضع على حاله، مطالبين بتسريع وتيرة تجسيد الإجراءات التي وعدت بها الحكومة، فيما يتعلق بضبط أسعار الشعير والعلف في إطار سياسة دعم تربية المواشي في بلادنا، لأن ذلك من شأنه تخفيف الأعباء على الموالين ومن ثم تراجع أسعار الماشية. وأوضح بعض الموالين الذين التقهم ''النهار'' عبر أسواق الماشية بولاية تيارت، أنه خلاف السنة الماضية، تميزت هذه السنة بدخول موسم الخريف مبكرا، رافقته كميات من الأمطار التي قضت على المساحات الرعوية، وعثرت عملية رعي الماشية، مما دفع بالموالين إلى اقتناء مادة العلف الذي يعد مكلفا جدا. من جهة أخرى، أكد المقدم مخالفة توفيق، قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيارت، أنه تم خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية معالجة 36 قضية تتعلق بسرقة المواشي قادت إلى توقيف بعض العصابات المختصة في هذا السياق واسترجاع عدد من رؤوس الأغنام المسروقة. وكشف في موضوع متصل، عن بروز عصابات متوسطة قادمة من ولايات مجاورة تحترف سرقة قطعان المواشي، وبالخصوص على مستوى الولايات الكبرى المطلة على الجنوب الجزائري التي تعتبر بوابة الصحراء.