اتفقت كل من وزارة التربية الوطنية ومديرية الوظيف العمومي، على طريقة تنظيم المسابقات على أساس الاختبارات والامتحانات المهنية للالتحاق بمختلف الرتب وبعض المناصب العليا للتربية الوطنية، بعدما شكّل هذا الملف موجة من الخلافات بين أبو بكر بن بوزيد وجمال خرشي، المدير العام للوظيفة العمومية، خاصة في الوقت الذي اتهم بن بوزيد خرشي بوقوفه وراء تعطيل مسابقات التوظيف التي من المفروض تنظيمها في شهر جويلية الفارط، والتي أُجلت إلى غاية ديسمبر الجاري. وبالمقابل، كان المدير العام للوظيفة العمومية، جمال خرشي، قد أطلق هو الآخر النار على المسؤول الأول عن وزارة التربية الوطنية، حين خرج عن صمته وقام بالتصريح لأحد الصحف الوطنية بأن نتائج مسابقات التوظيف مزورة وبن بوزيد يتستر على المتورطين. وحسب ما جاء في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، فإن كلا من بن بوزيد وخرشي قد اتفقا على الإطار الذي ينظم المسابقات على أساس الاختبارات والامتحانات المهنية للالتحاق بمختلف الرتب وبعض المناصب العليا للتربية الوطنية، بحيث حملت الوثيقة توقيع الطرفين، أين تقوم الإدارة في الوقت المناسب بتعليق قائمة الموظفين الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية الأساسية للمشاركة في المسابقات على أساس الاختبارات المهنية أو اختبارات مهنية في أماكن العمل وكذا تبليغ المعنيين فرديا، ليتم تنظيم بالمقابل اختبارين، الأول كتابي والثاني شفهي للقبول. ليتم في الأخير ضبط قائمة المترشحين المقبولين نهائيا في المسابقات على أساس الاختبارات أو المسابقات المهنية من طرف لجنة القبول النهائي، وفي حال عدم التحاق الفائز في المسابقة بمنصب تعيينه أو بمؤسسة التكوين في أجل أقصاه 15 يوما، ابتداء من تاريخ تبليغه بالنجاح في المسابقات على أساس الاختبارات والمسابقات يفقد حقه في النجاح ويعوض بالمترشح الذي يليه في القائمة الاحتياطية حسب درجة الترتيب. نشيدة قوادري وزارة التربية تأمر بإرسال قوائم وأوراق الناجحين في مسابقات التوظيف إلى مصالحها علمت "النهار" أن وزارة التربية أبرقت إلى مختلف المديريات التابعة لها، خاصة منها التي نظمت مؤخرا، مسابقات توظيف أساتذة ومراقبين، عبر الوطن، تأمر من خلالها بضرورة إرسال قوائم الناجحين في هذه المسابقات وكذا أوراق إجاباتهم في المواد الثلاث التي امتحنوا فيها إلى مقر الوزارة قبل الإعلان النهائي عنها، ويأتي هذا الإجراء بعد الصيغة الجديدة المنظمة بها مسابقات التوظيف لهذه السنة، بعد إقرار إنشاء مراكز امتحانات جهوية لها صلة مباشرة بوزارة التربية بالعاصمة، عكس ما كانت عليه الأمور خلال السنوات الماضية، عندما منحت صلاحية الاستقلالية التامة لمديريات التربية في تنظيم المسابقات وتصحيح أوراق المترشحين وكذا إعلان النتائج، بحيث كانت كل الإجراءات تنتهي فقط إلى ديوان الامتحانات والمسابقات. وبحسب مصادرنا دائما، فإنّ مثل هذه الإجراءات تم إقرارها بعد الطعون الكثيرة التي تلت الإعلان عن نتائج المسابقات المنظمة خلال السنوات الماضية، خاصة السنة المنصرمة، والتي جاءت في مجملها لتطعن في مصداقية قوائم الناجحين، وصلت في بعض الولايات إلى درجة الاحتجاج والمطالبة بإيفاد لجان تحقيق فيما وصفوه بالتجاوزات الخطيرة والتلاعبات في تلك القوائم التي تأتي حسب المحتجين وفقا لمقاس حاشية بعض مدراء التربية وموظفي القطاع، ومن شأن هذا الإجراء حسب بعض الذين اجتازوا مسابقات توظيف أساتذة ومراقبين هذه السنة أن يضفي أكثر مصداقية على النتائج النهائية قبل أيام من إعلانها. سعيد حريقة