أفادت معلومات متوفرة لدى ''النهار'' ؛ أن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم ليلة أول أمس دفعة واحدة في كمين، بناء على معلومات دقيقة، كانوا مكلفين من طرف قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، بنقل شحنة من السلاح تم تهريبها من الجهة الجنوبية للبلاد باتجاه منطقة الوسط، حيث تم تجنيد نشطاء كتيبة ''المهاجرون'' لمرافقة بعض موفدي قيادة درودكال، يرجح أنهم من أفراد اللجنة العسكرية للتنظيم الإرهابي و نقل الأسلحة الحربية، من معقل جبل بوكحيل الذي يعد منطقة عبور من المنطقة الجنوبية إلى مناطق الوسط. وتشير مصادر مؤكدة؛ أن أجهزة الأمن كانت ترصد منذ مدة تحركات إرهابية بالمنطقة منذ القضاء على المدعو النذير بلال أبو عدنان مسؤول التنسيق، في كمين بحاسي فدول بالجلفة، وحصلت على معلومات تفيد بزحف إرهابيين قبل أيام من بسكرة نحو جبل بوكحيل، لنقل شحنة من السلاح إلى البويرة ومنها إلى المعاقل الرئيسية ببومرداس و تيزي وزو، وتم رصد تحركات الجماعة الإرهابية إلى غاية تنقلها إلى منطقة خالية من السكان، قبل القضاء على عناصرها. وتشكل هذه العملية ضربة كبيرة لقيادة تنظيم درودكال على العديد من الأصعدة، حيث يكون خسر شحنة السلاح التي كان يراهن عليها، وتحصل عليها بصعوبة كبيرة نظرا للتضييق الأمني وملاحقة عناصره، إضافة إلى فقدان 10 من أتباعه، وهو عدد كبير في ظل قلة التجنيد، كما أن هؤلاء يكونون من أبرز أتباعه خبرة ومحل ثقة، وتؤكد من جهة أخرى هذه العملية استمرار الخيانات الداخلية وصعوبة تطويقها، وأصبح بعض أتباع درودكال وهم قياديون، حيث يتوفرون على معلومات هامة عن تحركات الأمراء و المخططات الإرهابية و تهريب السلاح ، يوفرون معلومات دقيقة لمصالح الأمن، تسفر عن تحقيق عمليات ناجحة ونوعية، مما يضع درودكال بصفته الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي في مأزق، لتفسير سلسلة الإخفاقات التي استهدفت أبرز المخططات الإرهابية ورؤوس التنظيم الإرهابي في السنتين الأخيرتين. الأسلحة كانت موجهة للإختطافات والسطو يقول متتبعون للشأن الأمني؛ أن عملية المسيلة الأخيرة أفشلت مخططات قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود) الإجرامية. و يرى هؤلاء؛ أن التنظيم الإرهابي يخطط لسلسلة من عمليات الإختطاف التي تستهدف رجال الأعمال مقابل فدية، إضافة إلى تنفيذ عمليات سطو وسرقة ونصب حواجز مزيفة إضافة إلى القيام باعتداءات فردية وأخرى تستهدف المواكب الأمنية والقوافل العسكرية. وكان الشريط المرئي الذي بثته مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي، وهي الناطق الرسمي باسم التنظيم الإرهابي، قد نشرت صورا لتدريبات إرهابيين على إطلاق النار في معسكرات التدريب، وكانت قيادة درودكال قد ركزت سابقا على اعتداءات انتحارية التي لا تتطلب تدريبات للمجندين الجدد، وهو ما يكشف استيراتيجية التنظيم الإرهابي لاحقا. واستنادا إلى إفادات إرهابيين موقوفين وتائبين، فإن قيادة التنظيم الإرهابي تكون قد حولت نشاطها إلى البحث عن مصادر تمويل بعد تجفيف منابعها، وتكون قد خططت لتنفيذ عمليات سطو على البنوك ووكالات البريد كما كانت تفعل سابقا، وخططت أيضا للتكثيف من الحواجز المزيفة، لتأكيد وجودها واستمرار نشاطها. ويؤكد خبراء أمنيون، أن أغلب الجماعات الإرهابية تتحول إلى عصابات إجرامية تمتهن السلب والنهب في آخر أيامها، عندما تكون في آخر مراحل ضعفها وعجزها، و هو واقع ما يسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الوقت الراهن.