يؤكد المدرب الوطني السابق ومناجير نادي سوشو الفرنسي، عبد الغني جداوي، في حوار أجريناه معه هاتفيا أنه سيتابع باهتمام نهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة بأنغولا، وبخاصة مشوار المنتخب الوطني، ورغم ترشيحه للمنتخبات المتأهلة للمونديال للظفر بالتاج القاري إلا أنه يتوقع مواصلة تألق "الخضر" وإحداث المفاجأة، كما بدا مستهجنا للإعتداء الذي تعرض له المنتخب الطوغولي. وفي سياق آخر، تطرق جداوي في حديثه إلى أسباب فشل فريقه سوشو في إبرام العقد مع المهاجم السطايفي زياية. في البداية، ما تعليقك حول الإعتداء الذي تعرض له المنتخب الطوغولي فور وصوله إلى أنغولا ؟ صراحة استغربت لما حدث، وأظن أن هذه الحادثة ستؤثر على السير الحسن للعرس الإفريقي، فلا يعقل أن تنجح أية تظاهرة دون توفير الأمن اللازم. هل تعتقد أن هذا الإعتداء سيؤثر على اللاعبين ؟ بالطبع، فمعظم اللاعبين الذين سيشاركون في هذه الدورة محترفون في أوروبا ولم يتعودوا على مثل هذه الأجواء، وكان لي شرف حضور عدة دورات إفريقية ولكن لم يسبق وأن تفاقمت الأوضاع الأمنية إلى هذا الحد، صراحة يجب على المسؤولين التدخل والتحكم في زمام الأمور حتى تمرّ المنافسة الإفريقية في أحسن الظروف. سبق لك وأن حضرت تحضيرات منتخبنا الوطني خلال تربصه في فرنسا فكيف ترى استعداداته لهذه المنافسة الإفريقية ؟ لا يمكنيي تقييم استعداداته لأنني بعيد عن المنتخب والمدرب سعدان هو الوحيد القادر على تقييم لاعبيه، أما نحن فسننتظر المباراة الأولى ضد منتخب مالاوي للحكم على فريقنا. وما أريد قوله في هذا الشأن أن منتخبنا يملك لاعبين ممتازين ولديهم طموح لمواصلة التألق والتأكيد أن التأهل إلى المونديال لم يكن وليد صدفة أو ضربة حظ. البعض انتقد المدرب سعدان حول اختياره فرنسا لتحضير نهائيات كأس إفريقيا للأمم، فهل تشاطرهم الراي ؟ لا يمكنني التدخل في عمل المدرب سعدان الذي قدم الكثير للمنتخب الجزائري وساهم في تأهله إلى المونديال، لكن لو كنت في مكانه لاخترت منطقة تتشابه مناخيا مع البلد المستضيف لنهائيات كأس أمم إفريقيا قصد تأقلم اللاعبين بسرعة مع الأجواء السائدة في أنغولا، لكن ربما للمدرب سعدان اعتبارات أخرى، كما أن الإرادة التي تسلح بها اللاعبون والخبرة التي اكتسبوها في التصفيات ستسمح لهم بتجاوز العقبات. بكل صراحة، كيف ترى حظوظ الجزائر في هذه الدورة ؟ تأهل الجزائر إلى الدور القادم لن يكون مفاجأة بالنظر للإمكانات التي يملكها الفريق. ولايجب أن ننسى أن منتخبنا متأهل إلى المونديال، وعليه يجب الحفاظ على هيبته في أنغولا والظهور بوجه قوي. ولكن كل شيىء حسب اعتقادي سيتضح في المباراة الأولى ضد منتخب مالاوي، ويجب الفوز فيها قصد مواصلة المشوار بثقة أكبر بالنفس وتعزيز حظوظنا للمرور إلى الدور القادم، وأشاطر المدرب سعدان الذي قال أنه يجب أن نسير المباراة تلوى الأخرى. ويجب الإشارة إلى نقطة هامة وهي أن المجموعة المتواجد فيها منتخبنا ليست سهلة حيث سنواجه منتخب البلد المنظم أنغولا الذي كان حاضرا في مونديال ألمانيا وسيلعب أمام جمهوره وعلى أرضية بلده، أما المنتخب المالي فهو غني عن كل تعريف حيث يملك لاعبين ينشطون على أعلى مستوى والمأمورية لن تكون سهلة، وحتى المنتخب المالاوي لديه إمكانات كبيرة وظهر صلبا في الدفاع أمام مصر وغانا في المبارتين الوديتيين. من هو المنتخب الذي ترشحه للتويج باللقب القاري ؟ هناك عدة منتخبات، على غرار كوت ديفوار والكامرون ونيجيريا، وتونس أيضا وهناك منتخبات قادرة على إحداث المفاجأة كالجزائر والبلد المنظم أنغولا. لنعد إلى فريقك سوشو الذي كان على وشك التعاقد مع المهاجم الجزائري زياية، ماذا حدث بالضبط ؟ بالفعل، كنا بصدد التعاقد مع زياية ووافقنا على كل شروط رئيس وفاق سطيف سرار عندما تراجع وأراد أن يعيرنا اللاعب لفترة ستة أشهر على أن نجدد المفاوضات في نهاية الموسم، ولكن مع دخول إدارة اتحاد جدة المفاوضات مع الطرف السطايفي والعرض المالي المغري الذي قدمه السعوديون لسرار جعل هذا الأخير يحول اللاعب إلى البطولة السعودية. هل تعتقد أن اللاعب أساء الإختيار ؟ زياية كانت أمامه فرصة للإحتراف وتحسين مستواه في البطولة الفرنسية وشق الطريق نحو النجومية، وأعتبر أن اللعب في البطولة السعودية لم يكن خيارا ناجحا بالنسبة لللاعب، لكن القرار لم يكن نابعا من محض إرادته وإنما رئيسه هو الذي فرضه عليه ومع ذلك أتمنى له التوفيق والنجاح مع المنتخب الجزائري وكذا مع فريقه الجديد.