كن يترصدن الضحايا أمام مكتب بريد ليلا أفلح رجال الضبطية القضائية لأمن باب الزوّار شرقي العاصمة، الأسبوع الفارط، في توقيف عصابة خطيرة تضمّ 3 نسوة بينهن شقيقتان، تخصّصن في استهداف زبائن بريد حي «لافيجري» بالمحمّدية، تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء، باستعمال «كيتور» وشفرات حلاقة. وجرت عملية الإطاحة بالجناة عقب تعرّض ضحيتين لعمليتي سطو متتاليتين ليلا، استهدفت سلبهما مبالغ مالية، مباشرة بعد سحبها من أرصدتهما. كشفت جلسة محاكمة المتهمات الموقوفات، ويتعلق الأمر بالشقيقتين المسبوقتين قضائيا «و. مفيدة» و«و. ناريمان» إحداهما حامل، إلى جانب «ر. رقيّة» أمام محكمة الجنح بالدّار البيضاء الخميس المنصرم، أن عملية توقيفهن جاءت عقب شكويين قيّدتهما الضحيّتان «ع. رضوان» و«م. ماسينسا»، أمام مركز الأمن الحضري بالمحمّدية ضدّ مجهول. حيث جاء في فحوى الشكوى الأولى لصاحبها «ع. رضوان»، أنه وخلال توجّهه إلى مركز البريد في «لافيجري» بتاريخ 25 ديسمبر المنصرم، اعترضت طريقه فتاتان كانتا برفقة شابين، ويتعلّق الأمر بالمسمّاة «رقية»ّ و«ناريمان». حيث تفاجأ بالمتهمة الأولى «رقية» عند اقترابها منه وهو بصدد صعود سيّارته على بعد أمتار من البريد، بإخراج شفرة حلاقة من فمها، مُشهرة إياها في وجهه، فيما قامت مرافقتها «ناريمان» بإشهار سلاح من نوع «كيتور» في وجهه أيضا، لتقوما بسلبه مبلغ 4500 دينار وهاتفه النّقال تحت طائلة التهديد، ثم لاذتا بالفرار برفقة شابين على متن سيّارة كانا على متنها. أما الضحية الثاني، فذكر في شكواه أنّه تعرّض لنفس العملية وبنفس الطريقة، بعد خروجه من مركز البريد ب«لافيجري»، أين اعترضت طريقه فتاتان في حدود الساعة التاسعة ليلا، وهو بصدد ركوب سّيارته. إذ تفاجأ بالفتاة الأولى التي بدا أنّها حامل، ويتعلّق الأمر بالمسماة «مفيدة» تركب سيارته من الخلف، فيما قامت شقيقتها الثانية «ناريمان» بالصعود من الأمام. وخلالها تفاجأ بالمتهمة من الخلف وهي تهددّه بواسطة «شفرة حلاقة»، أما المتهمة التي كانت في المقدّمة فأخرجت له سلاحا أبيض «كيتور» مرغمة إياه على تسليمهما ما يحوزه من أغراض، فقام بتسليمهما مبلغ 19 مليون سنتيم. وقبل فرار الجانيات، وقعن في قبضة رجال الشرطة، إثر بلاغ من أحد المواطنين، فجرى توقيفهما في حالة تلبّس، أما الشّابان اللذان كانا في انتظارهما فلاذا بالفرار. ليضيف الضحيّة خلال جلسة المحاكمة، وأثناء مواجهته للمتّهمات، أن الفتاتين اللتين اعترضتا طريقه، بدتا من أوّل وهلة في هيئة بائعات هوى، لمحاولتهما إغواءه من خلال لباسهما الفاضح، قبل أن يتفاجأ بتهديدهما له وسرقة أمواله. كل الوقائع المذكورة أنكرتها المتهّمات على أنفسهنّ نكرانا قاطعا، غير أن الضحيتين تعرّفا عليهما، إلى جانب صفيحة سوابق الشقيقة الأولى «ناريمان»، الحافلة بجرائم السرقة، والإخلال بالنّظام العام، حمل أسلحة بيضاء التي استعرضتها القاضي أمامها، والتي كانت بمثابة أدلّة إدانة دامغة ضدّها. وعلى ضوء ما ورد من معطيات، التمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وغرامة ب200 ألف دينار.