افتتحت اليوم الأربعاء بدار الثقافة "عبد القادر علولة" لمدينة تلمسان أشغال الملتقى الدولي حول الولي الصالح "سيدي أبي مدين شعيب : طريقة وآثار" تنظمه على مدى يومين المديرية الولائية للثقافة. ويشكل هذا اللقاء الذي يحضره باحثون في التراث وأساتذة جامعيون من الجزائر وتونس وفرنسا فضلا عن مشايخ الزوايا بالوطن "فرصة لإماطة اللثام عن المكانة المتميزة لسيدي أبو مدين شيعب في الحركة الصوفية والمآثر والأعمال التي خلفها وكذا الطريقة التي انتهجها في التصوف وتركها نهجا منيرا أمام موريده" حسب المنظمين وسيتناول المتدخلون بالدراسة والتحليل التصوف كحركة فكرية ودينية واجتماعية كما أوضح مدير الثقافة لولاية تلمسان السيد حكيم ميلود الذي أكد أن الهدف من الملتقى يكمن في "تثمين الطريقة الصوفية بمختلف طرقها وزواياها وأقطابها مع إعادة الاعتبار لتراثها العريق وما يحمله من قيمة جمالية وفنية في الأعمال النثرية والشعرية والنظريات الفلسفية وقد حددت في الأشغال ثلاثة محاور أساسية تتعلق بحياة وأعمال سيدي أبي مدين وكذا عقيدته ومذهبه الصوفي قبل التطرق إلى مآثره التي احتفظ بها مريدوه وساعدت على إنشاء طريقة صوفية بالمغرب العربي حسب السيد حكمت صاري علي منسق الملتقى الذي أكد "أن أبا مدين شعيب يمثل بحق التصوف الأصيل الذي تميز به المغرب العربي في عصره بعد أن استمدت أصوله من النشأة الأولى للتصوف الإسلامي التي كانت تنادي إلى الزهد والعكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى مع الإعراض عما يقبل عليه عامة الناس من ملذات دنيوية ويشمل البرنامج المسطر في هذا اللقاء على إلقاء حوالي 20 محاضرة كتلك التي تتطرق إلى "سيدي بومدين وفلسفة الصوفية" و"أثاره في تاريخ التصوف والزوايا مع التأكيد على وظيفة الشيخ" و"سيدي أبي مدين وسيدي عبد القادر الجيلاني" وكذا "سيدي أبي مدين وابن العربي" إلى جانب "وقفية أبي مدين الغوث في القدس". ومن جهة أخرى سيتابع المشاركون عرضا وثائقيا بعنوان "سفر في قلب زوايا الجزائر" إلى جانب برمجة جولة لاكتشاف بعض المزارات الدينية التي تزخر بها عاصمة الزيانيين وفي مقدمتها ضريح سيدي بومدين بالعباد ومقام سيدي عبد القادر الجيلاني.