كشفت تصريحات متهم مثل أمس أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أنّه كان ضمن 140 مغاربيا بسويسرا، تم التحقيق معهم في قضية محاولة تفجير طائرة إسرائيلية، وأن هذا الأخير مكث 14 شهرا بالحبس المؤقت، لدى السلطات السويسرية إلى غاية انتهاء التحقيق، وإفادته من الإفراج المؤقت، بحكم دوره الإستثنائي حسب ما كشف عنه التحقيق. وذكر المتهم خلال استجوابه من طرف هيئة المحكمة؛ أنّه كان ضمن الأجانب الذين طلبوا اللجوء السياسي، وذلك على مستوى مركز إيواء المهاجرين، أين قدّم نفسه على أساس رعية فلسطيني اسمه "الرفاعي"، تعرف خلالها المتهم على عدد من الجزائريين أنصار حزب الفيس المحل، من بينهم "ف.ع " الذي سجن بإسبانيا عن تهمة محاولة تفجير محكمة مدريد. والتمس النائب العام بجنايات العاصمة أمس، تسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا، في حق المتهم "ك.بلقاسم"، المتابع على أساس الإنتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج والداخل، نظير محاولة التحاقه بالجماعات المقاتلة في العراق، وكذا الدعم المالي الذي قدمه للإرهاب في الجزائر حسب ملف القضية، حيث تولدت لديه قناعة "الجهاد" نتيجة الأشرطة الجهادية التي كانوا يتابعونها بالمركز. وألقي القبض على المتهم بمطار هواري بومدين سنة 2006، حين تم إطلاق سراحه من قبل السلطات السويسرية، بعد نهاية التحقيق في قضية محاولة تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية، إذ قال المتهم أنّه اتصل بالسفير الجزائري، الذي أعلمه بإمكانية مغادرة الترابي السويسري، بعدما استفاد من الإفراج المؤقت من قبل قاضي التحقيق. وخرج المتهم من الجزائر سنة 2001 إلى فرنسا طلبا لمنصب شغل، إلا أنّه قرّر اللجوء إلى سويسرا، وطلب اللجوء السياسي هناك رفقة بقية الرعايا الأجانب على مستوى مركز إيواء المهاجرين، حيث تعرف خلالها على جزائريين، كانت تدور بينهم أحاديث حول الجهاد في العراق وأفغانستان، وكذا أساليب طريق تعامل السلطات مع الإسلاميين في الجزائر. وتعرف المتهم أيضا خلالها على "أبو لينا "، الذي كان ضمن شبكة إجرامية بإسبانيا، تمت متابعتهم على أساس محاولة تفجير محكمة مدريد، وكذا آخرين من المغرب وليبيا، تعرف عليهم خلال حضوره ملتقى المؤتمر العالمي الإسلامي، التي أقيمت فعالياته على مستوى دولة سويسرا نهاية 2004، حيث كانت البداية الأولى للتفكير في الإلتحاق بالمقاتيلن في العراق، نتيجة الإطلاع الواسع على المواقع الجهادية على شبكة الأنترنيت. وقال المتهم أنّه تلقى مكالمة هاتفية من قبل قاضي التحقيق السويسري حين دخوله إلى الجزائر، وكذا أحد أعوان الأمن السويسريين يستفسره من خلالها عن طريقة معاملته من قبل السلطات الجزائرية بعد دخوله، كما أبلغه بإمكانية طلب التعويض في حالة الإستفادة من البراءة، في قضية محاولة تفجير الطائرة الإسرائيلية، نتيجة 14 شهرا التي قضاها بالمؤسسة العقابية هناك. وأنكر المتهم من جهته الوقائع المنسوبة إليه، بشأن محاولة التحاقه بالمقاومة في العراق وكذا أفغانستان، أو تقديم الدعم للجماعات الإرهابية داخل الجزائر، من خلال أموال كان يسلمها لأبو لينا، وأشار إلى أنه كان يتلقى أجرا شهريا يصل إلى 200 أورو من قبل السلطات السويسرية، وتنفيذ بعض السرقات أحيانا لتلبية حاجياته اليومية، ولم يكن له إمكانية دفع أي مبلغ للجماعات المسلحة أو غيرها.