أفادت أمانة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيك) اليوم الثلاثاء ان سعر سلة خاماتها ارتفع بمقدار 12 سنتا لتستقر عند 59ر68 دولار للبرميل أمس الاثنين بعد ان قدرت 47ر68 دولار يوم الجمعة الماضي. ولا تزال منظمة اوبيك تراقب تطورات أسعار النفط بقلق شديد باعتبارها هبطت دون النطاق السعري المقبول الذي ترغب فيه دولها والذي يتراوح بين 70 إلى 80 دولارا للبرميل. وكان عدد من وزراء نفط اوبيك قد حذروا مؤخرا من مغبة تدني أسعار النفط دون مستوى 70 دولارا واعتبروه بأنه لا يشجع على الاستثمار في قطاع الطاقة من اجل زيادة الطاقات الإنتاجية لحقول النفط. وبلغ حجم تراجع أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي الخفيف بأكثر من دولار مقتربة من 69 دولارا للبرميل الأمر الذي يخشى ان يدفع المستثمرين إلي بيع الأصول العالية المخاطر واللجوء إلى الدولار كعملة أمنة بدلا من اليورو الذي تأثرت قيمته بسبب أزمة الديون الأوروبية. وفي ظل الظروف الراهنة يبدو ان منظمة اوبيك لم تعد قادرة على التدخل لضبط أسعار النفط في السوق العالمية لان تقلبات الأسعار باتت غير مرتبطة بالعوامل الأساسية للسوق أي العرض والطلب على الخام بل بالتطورات السياسية والاقتصادية في العالم ولاسيما في ظل أزمة اليونان المالية واحتمالات انتقالها إلى دول أوروبية أخرى كاسبانيا والبرتغال وايطاليا. و صرح رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية شكري غانم أمس في لندن ان منظمة الأوبك قلقة للغاية بشان تراجع أسعار النفط وأنها تراقب تطورات السوق عن كثب قائلا "إن الأوبك في حاجة لأخذ قرار بهذا الصدد". وجاء تقرير الأوبك ان المعدل الشهري لسعر سلة خاماتها التي تضم 12 نوعا منها خام صحاري الجزائري بلغ في أفريل الماضي 33ر82 دولار للبرميل مقابل 21ر77 دولار في مارس الماضي فيما سجل سعر السلة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الأسبوع الماضي 01ر76 دولار للبرميل. وذكرت الوكالة ان المعدل السنوي لسعر السلة للعام الماضي بلغ 11ر76 دولار للبرميل وكان وزراء نفط المنظمة قرروا في ختام اجتماعهم الوزاري الأخير تمديد العمل بسقف الإنتاج الحالي 8ر24 مليون برميل في اليوم مع التشديد على ضرورة التزام بعض الدول الأعضاء بالحصص الإنتاجية المتفق عليها. ومن المقرر ان يجتمع وزراء نفط المنظمة في فيينا في ال14 من أكتوبر المقبل فيما سيعقد اجتماع وزاري اخر (لاوبك) بحلول نهاية العام الجاري في الإكوادور التي ترأس المنظمة حاليا.