على الرغم من سجله الرائع على مستوى الأندية على مدى 20 عاما، فان المدرب السويدي زفن غوران إريكسون لم يتمكن من نقل عدوى نجاحاته على صعيد المنتخبات، وبالتالي يجد نفسه حاليا على مفترق طرق على رأس الجهاز الفني لمنتخب ساحل العاج الذي اوقعته القرعة في مجموعة الموت الى جانب البرازيل بطكلة العالم خمس مرات والبرتغال وكوريا الشمالية المغمورة. وتمثل هذه البطولة فرصة للمدرب السويدي لاطلاق مسيرته من جديد خصوصا ان لا شيء يخسره، فاذا خرج فريقه فانها لن تكون نهاية العالم نظرا لقوة المنافسة، لكنه في حال تمكن من التفوق على البرازيل والبرتغال، فانه بلا شك سيبصح بطلا قوميا في ساحل العاج. ويخوض المنتخب العاجي اولى مبارياته غدا الثلاثاء في بورت اليزابيث في مواجهة البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو. وكان اريكسون تولى الاشراف على منتخب "الافيال" قبل ستة اسابيع فقط وسينتهي عقده معه في نهاية كأس العالم الحالية، وبالتالي فهو يريد تسجيل النقاط لكي يتولى الاشراف على ناد كبير الموسم المقبل. وكان اريكسون اعرب عن رغبته مؤخرا في تدريب ليفربول خلفا للاسباني رافايل بينيتيز الذي توصل الى اتفاق ودي بالانفصال عن الفريق الشمالي العريق بعد ست سنوات قضاها معه. وحقق اريكسون نجاحات رائعة في صفوف الاندية التي اشرف على تدريبيا بدءا من غوتبورغ السويد المغمور الذي قاده الى احراز كأس الاتحاد الاوروبي عام 1982 بفوزه على هاميبورغ القوي في تلك الفترة، قبل ان يقود لاتسيو الايطالي الى كأس الكؤوس الاوروبية عام 1999، ثم بنفيكا البرتغالي الى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1990. أما أفضل نتيجة حققها على رأس الجهاز الفني لأحد المنتخبات فكانت بلوغه الدور ربع النهائي مرتين متتاليتين مع انكلترا، فخسر في الاولى عام 2002 أمام البرازيل 1-2، وفي الثانية امام البرتغال بركلات الترجيح في النسخة الماضية، كما بلغ الدور ذاته مع انكلترا في كأس اوروبا عام 2004 وخرج ايضا امام البرتغال. انتقل الى تدريب منتخب المكسيك لكنه لم يحقق نجاحات معه واقيل بعد مرور 10 اشهر. وسيتعين على اريكسون احتواء الضغوطات الكبيرة التي يواجهها منتخب "الافيال" المطالب بتحقيق نتيجة ايجابية في نهائيات كأس العالم خصوصا انها تقام في القارة الافريقية. لا شك بان المباراة الاولى ضد البرتغال ستكون امتحانا جديدا لقدرات اريكسون على وضع التكتيك المناسب لاحتواء خطورة البرتغال وتحديدا نجمها رونالدو. ويدرك المدرب السويدي جيدا بان البرتغال قضت على حلمه مرتين في السابق، فهل يتكرر الامر في الثالثة ايضا، ام ان اريكسون حفظ الدرس؟.