يصر رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمد روراوة ، على فتح أكثر من جبهة على نفسه في الوسط الرياضي، من خلال جملة من المشاكل التي خلقها لنفسه، نتيجة غياب بعد النظر عنه في السيطرة على زمام الأمور في الكرة المستديرة ببلادنا، كان آخرها وليس أخيرها، مطالبته لفريق شبيبة القبائل الذي رفع اسم الكرة الجزائرية عاليا في السماء الإفريقية بعد تألقه الكبير في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، بدفع تكاليف الطائرة الخاصة التي نقلت الشبيبة إلى نيجيريا في آخر خرجة لها برسم دوري المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية. على الرغم من أن ''الفاف'' هي التي تبقى مطالبة بذلك، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس الشبيبة محند الشريف حناشي، الذي لم يتوانَ في توجيه انتقاداته اللاذعة لروراوة، متهما إياه علنا بمحاولة تكسير الشبيبة عوض أن يكون السند لها. وإلى جانب القضية التي تفجرت مؤخرا فيما تعلق بالشبيبة، ومطالبته إياها بأن تدفع تكاليف المصاريف التي تجاوزت مبلغ المليار سنتيم، مما أثار حفيظة أسرة الشبيبة والأسرة الرياضية بصفة عامة، على اعتبار النتائج الباهرة التي حققتها تشكيلة ''الكناري'' في المنافسة الإفريقية، خاصة أمام النوادي المصرية، وهو ما أدخل البهجة في نفوس جميع الجزائريين، نجد قضايا أخرى مازالت ملغمة، أبرزها إصرار النوادي الهاوية على مقاطعة ''الفاف''، ورفض هذه الأخيرة وكذا الرابطة الوطنية الخضوع إلى مطالب هذه النوادي، إلى جانب مشاكل أخرى، أبرزها المنتخب الوطني والوضعية الصعبة التي يتواجد فيها، كلها قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة في وجه الرجل القوي في ''الفاف''، الذي أضعف نفسه بالدخول في صراعات كان قادرا على تجنبها، وعدم الدخول فيها، لأن مثل هذه الأمور تجعل الرجل الأول في الإتحادية محمد روراوة يلعب بحق ب''النار''. روراوة ينتقم من حناشي بعد فوزه بمعركة المصريين وورقة اللاعب المحلي أثارت مطالبة رئيس ''الفاف'' محمد روراوة للشبيبة، بأن تدفع من أموالها تكاليف الطائرة الخاصة التي نقلتها إلى نيجيريا لمواجهة هارتلاند النيجيري، استياء الشارع الرياضي الجزائري، حتى الذي لا يناصر بصفة مباشرة شبيبة القبائل، على اعتبار أن هذا الأخير كان أحسن سفير للكرة الجزائرية في المنافسة الإفريقية، خاصة أمام النوادي المصرية، وهو ما جعل الشارع الرياضي الجزائري يجزم على أن هذه الخطوة المنتهجة من قبل رئيس ''الفاف'' جاءت كانتقام من تألق الشبيبة أمام المصريين بدرجة خاصة، وتعريته أمام الرأي العام، بعد أن تمكن من تلقين الأهلي الذي يعد المنتخب القومي المصري في غياب الحارس الحضري والمهاجم زيدان والمدرب شحاتة فقط درسا في كرة القدم خاصة في ملعب القاهرة، في حين، لم يتمكن من مقارعة المنتخب المصري بأرمدة المحترفين المتواجدين في المنتخب، وهو الذي طالما شكك في قدرة اللاعب المحلي على رفع التحدي لتسقط هذه النظرية أمام استماتة وإرادة محليي القبائل، مما جعل الفرصة مواتية للرد على هذا التألق وفقا لرؤية شريحة معتبرة من الشارع الرياضي الجزائري. رئيس ''الفاف'' يتحدى الحكومة ويناقض وعود جيار بعد ساعات فقط! ويبقى الأمر الذي يثير الإستغراب هو أن هذه الخطوة التي جاءت من قبل رئيس ''الفاف'' تجاه شبيبة القبائل، أتت ساعات فقط من وعد وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار لدى استقباله لوفد الشبيبة في المطار بأن الدولة ستقف إلى جانبها في كل شيء، بعد أن رفعت رأس الجزائر عاليا، لتأتي الخطوة من قبل روراوة مناقضة تماما لوعود الدولة، وهو ما يجعلنا نطرح التساؤل هل أن روراوة يتحدى الدولة؟، وهو السؤال الذي يبقى طرحه مشروعا لدى الجميع، بما أن هذه الخطوة أتت بعد ساعات قليلة من وعد ممثل الحكومة الجزائرية القائم على قطاع الرياضة ببلادنا الوزير الهاشمي جيار.