ستحرم حوالي 100 ألف عائلة لم تدفع ديونها لدى الشركة الوطنية للمياه والتطهير ''سيال''من التزود بالماء الشروب بحلول السنة الجديدة، حسبما كشف عنه السيد غيرتي مزيان المدير المساعد بمصلحة الإحصاء والتسيير على مستوى ذات الشركة. وتمثل هذه الفئة -حسب ذات المسؤول- حجر عثرة في مسيرة الشركة التنموية التي لا يمكنها أن تعطي إذا لم تجد المقابل المادي، وهي زيادة معتبرة مقارنة بتلك التي سجلت عام 2009 والتي كانت في حدود 30 ألف زبون، والتي ارتفعت إلى 50 ألف زبون للسنة الجارية، مؤكدا لجوء الشركة إلى مقاضاة الأشخاص الذين يستغلون المياه بطريقة غير شرعية وهذا بواسطة عمليات الربط العشوائي للعدادات والتزود بالمياه مباشرة من القنوات الرئيسية للمياه، والذين يمثلون -حسبه- دائما ما نسبته 10 بالمائة، من أصل 500 ألف زبون، 93 بالمائة منهم يمثلون منازل، 1 بالمائة إدارات، 5 بالمائة تجار و0,14 بالمائة اقتصاديين ومستثمرين. وفي السياق ذاته، أكد ذات المسؤول أنهم كشركة متخصصة في توزيع المياه فازوا بضم 120 ألف زبون جديد، نصفهم كانوا يستهلكون المياه بدون الإنتساب إلى قائمة زبائنهم، مضيفا أنهم تمكنوا كذلك من تحصيل مبلغ 5 مليارات دينار لقاء الاستهلاك خلال السنة الجارية 2010، غالبيتها ديون متأخرة لعائلات، موضحا أن 32 من العائلات الجزائرية لا تدفع فواتيرها في الوقت المحدد، وهي العائلات التي لا تحرم من التزود بالماء مهما كانت الأحوال، لأن ذات الشركة تمهل زبائنها 15 يوما، قبل تسليمها إشعارا في ظرف 48 ساعة، تليه رسائل تذكير بعد 10 أيام ثم إشعار آخر ب48 ساعة، قبل القطع، مشيرا إلى وجود 280 ألف عداد ''سيال'' في الخدمة.وبخصوص إلزامية الدفع الجزافي بالنسبة للمواطنين الغائبين عن منازلهم، كشف محدثنا عن وجود 120 ألف عداد داخل شقق مغلقة، مما يدفعهم إلى إعطاء فاتورة مقربة من مبلغ الاستهلاك تتماشى وآخر فاتورة، وفي رد على سؤال يتعلق بإمكانية انتهاج طريقة لإخراج هذه العدادات، أفاد محدثنا بأن الأمر شبه مستحيل بالنظر إلى قدم التجمعات السكانية وقدم العمارات بالدرجة الأولى مما يمنع من إعادة تهيئتها وعصرنتها، مشيرا هنا إلى انتداب شركته لمندوبين يقصدون ذات الشقق بحثا عن أصحابها، مع نهاية اليوم ونهايات الأسبوع لتجريد كمية الاستهلاك.وقال الرجل أن عملية تحصيل الديون تسير بوتيرة جيدة منذ أربع سنوات خلت، والتي تطورت بخلق طريقة الدفع عن طريق مكاتب البريد والبالغ عددها 180 مكتب، فضلا عن مركز النداء الذي يستقبل يوميا ما يربو عن 600 مكالمة يومية متعلقة أساسا بشكاوي حول مشاكل تقنية، منها مشاكل الصرف الصحي والانقطاعات التي صارت منعدمة، بضمان تغطية 100 بالمائة بمعدل 24 سا/24 سا، والتي إن حدثت فتكون لأسباب تقنية والتي يتم الإعلام عنها إما عن طريق وسائل الإعلام الوطنية أو الملصقات، كاشفا في الأخير عن إطلاق خدمة جديدة للزبائن تسمح لهم بتسجيل انشغالاتهم والإجابة على استعلاماتهم عن طريق خط هاتفي أخضر، وهي العملية النموذجية على مستوى ''سيال'' بئر مراد رايس قبل تعميمها لاحقا.