اهتزت ولاية الوادي، يوم أمس، على وقع حريق مهول داخل دار الولادة بعاصمة الولاية، أفضى إلى احتراق 8 أطفال حديثي الولادة. وإنقاذ 76 شخصا، منهم 11 رضيعا، بالإضافة إلى إنقاذ 37 امرأة و28 عاملا وعاملة. تفاصيل الحادث المأساوي الذي أحدث هلعا على المستوى الوطني وليس بولاية الوادي فقط، من خلال منشورات التعازي. والمواساة للمواطنين من كل الولايات لسكان ولاية الوادي، تعود حسب التحقيقات الأولية وفي الميدان إلى حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا. حيث وقعت شرارة كهربائية في جهاز يستعمل في طرد البعوض من القاعة التي يوضع بها الأطفال المولودين حديثا. والذين يعانون إما من المرض أو نقص في النمو، لتنتشر النيران في الغرفة وتصل إلى غاية الأطفال الرضع. حيث احترق بشكل كامل 7 أطفال، فيما توفي الضحية الثامن بسبب الاختناق، قبل أن يتفطن الطاقم الطبي إلى الحريق. وعلى الفور تم إبلاغ مصالح الحماية المدنية التي تدخلت بوحدتين من بينها الوحدة الرئيسية، التي أطفأت الحريق في ست دقائق. ومكنت من إخراج بقية الضحايا والأسرّة المتفحمة تماما، ناهيك عن قطع التيار عن الجناح بشكل كامل. أب يرزق بتوأم بعد سبع سنوات من الانتظار ليفقدهما في الحريق الحادث المأساوي حمل معه جراحا عميقا لأب عانى من مرض العقم طويلا. وتنقل لعدة مستشفيات خاصة من أجل الحصول على مولود. وفي آخر عملية زرع قام بها وتمت بنجاح، لينقل زوجته بداية هذا الأسبوع إلى المستشفى. بعد أن جاءها المخاض قبل اكتمال التسعة أشهر كون عملية الحمل غير طبيعية. لتوضع تحت الرقابة الطبية لحين الولادة. وكون التوأم غير مكتمل من جنس ذكر، تم وضعه في غرفة العناية المركزة للرضع. لتصطدم الأم والأب بخبر احتراق فلذة أكبادهما، اللذين طالت معاناتهما طويلا. ودفعا مبالغ باهظة للحصول على مولود يرثهم. وحسب أقاربهما، فإن الأم دخلت في أزمة نفسية حادة جدا، فيما لم يستوعب الأب حقيقة ما حدث. وعجز عن الحديث تماما أمام هول الصدمة. عشرات المواطنين وعائلات بأكملها تعتصم أمام دار الولادة تجمع، منذ الساعات الأولى لبزوغ شمس الثلاثاء الأسود في ولاية الوادي، العشرات من الأولياء وأقارب الضحايا. قبل أن يساندهم المواطنون، إضافة إلى شباب الحراك والنساء وممثلي النقابات المستقلة،أمام دار الولادة في الوادي. والتي وقعت بها الكارثة المأساوية الممثلة في احتراق ثمانية أطفال رضّع. ورفعوا شعارات تطالب بإقالة جميع المسؤولين بقطاع الصحة، الذي يعرف فسادا كبيرا من ناحية التسيير. لاسيما على مستوى دار الولادة ومستشفى «بشير بن ناصر»،الذي عرف هو الآخر قبل سنتين حريقا كاد يودي بحياة عشرات الأطفال. لولا تدخل المواطنين بسرعة، كما كشفت الكارثة عن وجود إهمال كبير يتمثل في انعدام وسائل التطفئة الآلية للحريق. وجهاز كشف الحرائق عبر الدخان، إضافة إلى انعدام مخطط لشبكة الكهرباء بالمستشفى. ناهيك عن الحديث عن معاناة النساء الحوامل أثناء فترة العلاج، من خلال انعدام النظافة وسوء المعاملة والتأخر في نقلهم للولادة. ونقص الكادر الطبي العامل، رغم الاستنجاد بالفريق الطبي الكوبي، الذي يواجه يوميا أزيد من 20 حالة ولادة. من جميع بلديات الوادي والبلديات التابعة للولايات المجاورة للوادي، وأضاف المحتجون ضرورة التحقيق في زيادة عدد الوفيات. من النساء الحوامل مؤخرا بعد الولادة. إضافة إلى عودة أغلبهم للمستشفى بعد إجراء عمليات جراحية بسبب مضاعفات تعرضهن لها. لتختمها معاناة النساء بمواجهة سلم نحو الطابق العلوي يصعدن إليه زحفا في أغلب الحالات. للوصول إلى الغرفة التي سترتحن فيها، في الوقت الذي يوجد فيه مصعد لا يستعمل نهائيا. الأمن يطوّق جميع نواحي دار الولادة لتفادي اقتحامها عرف محيط دار الولادة، منذ الساعات الأولى للصباح، انتشارا كبيرا لعناصر الأمن في جميع أنحاء وزوايا المستشفى. من خلال استدعاء الشرطة العمومية وشرطة حفظ النظام، لتفادي أي انزلاق . واقتحام المستشفى من قبل المحتجين المتجمعين أمام مدخله رغم درجة الحرارة العالية جدا. حيث تم تطويق المدخل بصفة خاصة بأفراد الشرطة من عناصر حفظ النظام. ناهيك عن توزيع العناصر على جميع جهات المستشفى، في الوقت الذي باشرت فيه عناصر الشرطة العلمية التحقيق. ورفع العينات لتحديد أسباب الحادث. فيما تتحدث مصادر مطلعة عن إيفاد عناصر من العاصمة ممثلة في الشرطة العلمية مختصة في الحرائق الكهربائية. النائب العام يأمر بتحويل جثث الرضع إلى مصلحة التشريح أمر وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء الوادي بتحويل جثث الأطفال الثمانية الرضع على التشريح. وحسب بيان للنائب العام لدى مجلس قضاء الوادي. فقد أكد من خلاله أن وكيل الجمهورية تنقل إلى المستشفى وأمر بتشريح جثث الأطفال. للتأكد من سبب الوفاة وقصد تحديد المسؤوليات، وجاء في ذات البيان. أن كلا من الضبطية القضائية والطبيب الشرعي والشرطة التقنية تنقلوا رفقة وكيل الجمهورية إلى مستشفى الأم والطفل. قصد القيام بالمعاينات اللازمة، وأضاف النائب العام أن المعلومات الأولية تؤكد بأن الحريق نشب بسبب شرارة كهربائية. وأن الوفاة حصلت بسبب الاختناق، واختنق الأطفال الرضع بسبب استنشاق غاز أول أوكسيد الكربون والدخان الناتج عن الحريق. ويضيف ذات البيان، أن هذا حسب ما تؤكده المعاينات الطبية الأولية. كما أكد النائب العام أن الأطفال الرضع ضحايا الحريق كانوا في الغرفة المخصصة للعناية المركزة. وهي مخصصة لأطفال غير مكتملي النمو، والذين يولدون قبل تسعة أشهر من الحمل.