أصدرت ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' التي تسمي نفسها تنظيم ''قاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، بيانا ترثي فيه مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يدي قوات أمريكية، مطلع الشهر الجاري في باكستان. وجاء البيان محملا بعبارات الحسرة والتأسي، خاليا من التهديد والوعيد الذي دأب التنظيم الإرهابي على ترديده في كل مناسبة. ولم يحتو البيان الذي جاء في أكثر من ألف كلمة، سوى على كلمتين للتلويح بالإنتقام بمقتل بن لادن، حيث حمل البيان عبارتي ''الثأر والغضب''، مركزا في باقي فقراته على رثائه وتقديم العزاء لقادة تنظيم القاعدة، مع الإشارة إلى أن معظم التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت لواء ''القاعدة''، توعدت وهددت تصريحا وعلنا بالرد على قتل بن لادن مشددة على الإنتقام والثأر. ولفت متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، أنّ تنظيم السلفية الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، يسعى ببيانه ''المتأخر'' هذا وما تضمنه، لتأكيد ما يسعى لإقناع نفسه به، على أنه أحد فروع تنظيم القاعدة، وأحد الموالين لزعيمه أسامة بن لادن. ويشكل عدم تأكيد بن لادن قبل مقتله حقيقة علاقة تنظيم القاعدة الأم، بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تأثيرا على تنظيم دروكدال وأهدافه، خاصة وأن أبو مصعب حاول على مدار أكثر من خمس سنوات كاملة، إيجاد سبيل يؤكد به علاقته بتنظيم القاعدة الأم وهو ما لم يتسن له، وكانت آخر محاولة له عقب اختطاف رعايا فرنسيين، حيث أكد تنظيم ''السلفية'' أنّ المفاوضات بشأن شروط الإفراج عنهم، ستكون مع أسامة بن لادن، ولعل ما يؤزم أمور التنظيم الإرهابي هو فقدانه للشرعية الدينية بعد أن أصبحت عملياته كلها تصب في الإختطافات والربح السريع، وأصبح الحديث عن نشاطه يقتصر على مصير الرهائن المختطفين، عكس تنظيم القاعدة الأم. كما يؤكد هذه الفرضية، ما ورد في بيان تنظيم درودكال عندما تحدث عن خليفة بن لادن، أين راحت ''الجماعة السلفية'' تداهن وتتملق للقيادة الجديدة المنتظرة لتنظيم القاعدة، حيث تحدثت بشكل علني بخلاف باقي التنظيمات الإرهابية المحسوبة على القاعدة، عن موضوع خلافة بن لادن، معتبرة أنّ من سيتزعم القاعدة بعد موت بن لادن، سيكون مثل بن لادن تتوفر فيه شروط ''المشيخة والقيادة والإمامة''.