تسبب عامل نقص المرافق العامة في العديد من الولايات الداخلية في ارتفاع عدد الضحايا الأطفال والقصّر ممن تقل أعمارهم عن العشرين عاما، وكان مصيرهم الغرق في البرك المائية وأحواض السقي للأراضي الفلاحية وكذا السدود. وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية، فإنه ومنذ الإعلان عن انطلاق موسم الاصطياف يوم الفاتح من شهر جوان المنقضي، بلغ عدد الغرقى في السدود والوديان والبحيرات والبرك المائية والسدود الصغيرة وأحواض السقي في وسط الأطفال والقصّر 64 ضحية، حيث احتل عدد غرقى البرك المائية مركز الصدارة بإحصاء 24 حالة متبوعة بالسدود الصغيرة ب11 حالة فالسدود والوديان في نفس المركز بإحصاء 9 وفيات ثم أحواض سقي الأراضي الفلاحية ب7 وفيات وأخيرا البحيرات بأربع وفيات. وتنتشر ظاهرة الغرق في مثل هذه الأماكن بالولايات الداخلية الوسطى وحتى الجنوبية، أين يسجل غياب أو نقص كلي للمرافق العامة كالغابات والمسابح المؤمّنة كالشلف والأغواط وباتنة، تمنراست وتبسة وتلمسان، الجلفة وورڤلة وعين الدفلى، البويرة وتلمسان وتيارت وكذا تيسمسليت، حيث سجِل أكبر عدد من الضحايا بولاية عين الدفلى بإحصاء أربع وفيات في يوم واحد. وقالت مراجع ''النهار'' بالمديرية العامة للمدنية، بأن الأسباب الرئيسية التي كانت وراء ارتفاع عدد غرقى البرك المائية والبحيرات والسدود الصغيرة وأحواض السقي غير المسيجة، تعود إلى تأخر أعوان الحماية المدنية في إسعاف الضحايا، حيث إنه ومباشرة عقب تلقي المديريات الجهوية للحماية المدنية لبلاغات النجدة والإسعافات فإن صعوبة العثور على مكان الغرق يحول دون إسعاف الغريق، وأضافت أنه في كثير من الحالات وبدلا من إحصاء غريق واحد فإنه يتم إحصاء ثلاثة أو أربعة نتيجة محاولة رفقاء الغريق إنقاذه وعجزهم عن ذلك ويصبحون في عداد الموتى، كما حبذت مراجعنا بتحلي فلاحي الولايات سالفة الذكر باليقظة وروح المسؤولية من خلال تكفلهم بتسييج أحواض السقي التي أصبحت تشكل هاجسا لدى العائلات القاطنة بمحاذاة هذه الأحواض. وقد تم أمس الأول إحصاء حالة غرق جديدة بولاية تمنراست لرعية نيجري يبلغ من العمر 25 عاما، توفي غرقا داخل بركة مائية، فيما تم انتشال في اليوم نفسه جثة لغريق مراهق يبلغ من العمر 17 عاما توفي غرقا داخل بحيرة بولاية ورڤلة، وشاب آخر يبلغ من العمر 30 عاما توفي غرقا داخل بركة ب''عازقار'' بلدية فريحة ولاية تيزي وزو.