ولد في 11 فبراير وهو أبو القاسم محمود بن "عماد الدين زنكي" يلقب بالملك العادل، حَكم حلب بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته بشكل تدريجي، كما ورث عن أبيه مشروع محاربة الصليبيين، شملت إمارته معظم "بلاد الشام" الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين، والخطبة للخليفة العباسي في مصر بعد أن أوقفها الفاطميون طويلا. وكان محمود زنكي هو من مهد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس، بعد أن توحدت مصر والشام في دولة واحدة، حيث تميز عهده بالعدل وتثبيت المذهب السني في بلاد الشام ومصر، يعده البعض الخليفة الراشدي السادس، فقد كان أبيا عزيزا شهما شجاعا يغار على حرمات المسلمين، ولا يهدأ له بال حتى ينصرهم وينتقم لهم، فلم يكد يمر شهر على استلامه الحكم حتى هاجم الصليبيون الرها ظنا منهم أن الحاكم الجديد ضعيف، فهاجمهم وقتل ثلاثة أرباع جيشهم. وفي سنة 558ه هاجم الصليبيون جزءا من جيشه على حين غفلة، فأكثروا فيهم القتل، إلا أن نور الدين نجا في اللحظة الحاسمة وهرب، وقد عرفت هذه المعركة بالبقيعة، فقال: والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأري وثأر الإسلام، وعرض الصليبيون عليه الصلح فرفض، وكان انتقامه منهم رهيبا في معركة حارم في 11 أوت 1164م، إذ قتل منهم عشرة آلاف وأسر عشرة آلاف أو أكثر، وكان بين الأسرى عدد من كبار أمرائهم وقادتهم.