بل أثار ردود فعل قوية من قبل أربعين مثقفا وذهبوا إلى حد الرد عليه في صحيفة "لوموند" الفرنسية منددين بأفكار جوجنهايم القائلة بأن أوروبا لا تدين بعلومها إلى العالم الإسلامي العربي, بل إنها استقت هذه المعارف مباشرة من الإغريق. المثقفون الثائرون أسقطوا على قناعات المؤلف منطق "النظريات الأيديولوجية المغرضة". وقالوا في ردهم: إن فكرة أن أوروبا لا تدين بشيء إلى العالم العربي المسلم، وإنها وريثة مباشرة ووحيدة للعلوم والفلسفة الإغريقية هراء". وحسب تقدير المؤرخ المختص بالقرون الوسطى مدير الأبحاث في معهد الدراسات العليا بفرنسا ،آلان دي ليبيرا، فان " الكتاب عبارة عن تمرين لقصة خيالية جديرة ب "هواة الصليبيين" من شأنها أن تطلق "التعبئة الهانتنغتونية" (نسبة إلى هانتنغتون) لصدام الحضارات. والحق المتحدث سياق الكتاب بالتطرف والتعصب المضاد لكل ما هو عربي أو إسلامي، وأضاف بتهكّم "خطوة أخرى، وسوف نرى المتطرفين والمتعصبين متفقين على القول إن أوروبا المسيحية، التي ستفتقر إلى النفط قريبا، تمتلك دائما الأفكار والعلوم". وأوضح الأستاذ الجامعي في رده "كنت أعتقد أننا، وبفضل تبادل المعلومات والوثائق والتحليل والدراسات وبفضل النظرة النقدية نستطيع، نحن المؤرخين والجامعيين وسكان العالم من رجال ونساء، أن ندعي وأن ننهض كما ادعى الفارابي العربي بحقه "بإرث الإنسانية الكبير".