طالبوا بتدخل رئيس الجمهورية العمّال المحتجون على تأخر صبّ رواتبهم أغلقوا أيضا الطريق الوطني رقم 45 احتج، صبيحة أمس، المئات من عمال وموظفي شركة "كوندور" للصناعات الإلكترونية والكهرومنزلية في برج بوعريريج، أين أقدموا على غلق المنطقة الصناعية والطريق الوطني رقم 45 الرابط برج بوعريريج بولاية المسيلة في النقطة المحاذية للمنطقة الصناعية، وهذا بعدما تجمعوا في اعتصام أمام إدارة الشركة في ساعات الصباح الأولى. المحتجون رفعوا مطالب بتسديد أجورهم التي تأخرت إلى غاية 13 من الشهر الجاري، بسبب غياب المتصرف الإداري الذي عيّنته الجهات القضائية لمتابعة التسيير المالي في الشركة، حيث تم توقيف المتصرف الأول بتاريخ 30 ديسمبر، على غرار كل الشركات الوطنية الأخرى، وتم تعيين متصرفين إداريين التحقوا بالشركات، ما عدا المتصرف الذي كلف بشركة "كوندور"، والذي اعتذر عن تسيير شركة بحجم "كوندور". وبالرغم من الوفرة المالية والأريحية المادية للشركة، إلا أن عدم تعيين المتصرف حال دون صرف الأجور ودون سير المصالح المالية في الشركة، على غرار تسديد الأجور والضرائب والضمان الاجتماعي ل 8000 عامل، ودفع مبالغ المشتريات والمواد الأولية والالتزامات الجمركية. ولأول مرة منذ 20 سنة، لم يتلقَ عمال وموظفو شركة "كوندور إيليكترونيكس" أجورهم لشهر ديسمبر الفارط، بالرغم من الوضعية المالية العادية للشركة. وطالب عمال الشركة، السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، التدخل لإنهاء هذه المشكلة التي تسبب فيها قرار بتعيين متصرف جديد رفض العمل بعد إنهاء مهام المتصرف الأول، ويطالب العمال بتعيين مسيّر من طاقم الشركة الذي يمتلك خبرة في التسيير منذ أكثر من 20 سنة، وعدم رهن مستقبل العمال بهذه الطريقة. وعلمت "النهار" بأن عدد العمال والموظفين الذين لم يتلقوا أجورهم تجاوز 8000 أجير، كما أفاد بيان لتنسيقية عمال مجمّع "كوندور"، بأن ممثلي العمال توجهوا إلى محكمة "سيدي امحمد" ومجلس قضاء الجزائر للاستفسار حول تاريخ بداية المتصرف الإداري الجديد، "إدريسي بن علي"، العمل، وذلك بعد تعيينه خلفا للمتصرف السابق، وكان الرد أن المتصرف الجديد رفض العمل واعتذر عن تولي المنصب، وبالتالي بقيت الشركة من دون تسيير مالي. ويتساءل ممثلو عمال الشركة عن مصير المجمّع بعد هذا القرار، بتعيين المتصرف من طرف الجهات القضائية بعد اقتراحه من طرف وزير الصناعة، وهو الذي لا يريد الالتحاق بالشركة، وقدم اعتذارا تولي مهمة تسيير مجمّع بحجم "كوندور"، ويتخوف العمال من طول الانتظار في تعيين متصرف ومسيّر جديد، مطالبين رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل للنظر في هذه الوضعية، سواء بتعيين من يسيّر الإجراءات المالية، أو السماح لإدارة الشركة بذلك، حتى لا تتضرر مصالح المجمع والعمال على حد سواء. ومن النتائج السلبية التي يتخوف منها العمال لعدم وجود متصرف، هو تأخر الأجور، ونقص الطاقة الإنتاجية، وهو ما سيؤدي حتما إلى تسريح العمال، هذا إضافة إلى التضرر من ناحية عقوبات التأخير التي ستسلّطها الضرائب ومصالح الضمان الاجتماعي على الشركة، التي لم يسبق لها منذ 20 سنة وأن تأخرت في تسديد الضرائب والتزاماتها تجاه مختلف الهيئات. وإلى أن يتم إيجاد حل عاجل، يبقى أكثر من 8000 ربّ أسرة من دون أجر في انتظار الفرج، وتبقى الشركة الأكبر في برج بوعريريج تنتظر مصيرها إلى حين.