توفيت فتاة في العقد الثاني من العمر بمستشفى سعادة عبد النور بولاية سطيف بعد خضوعها لعملية جراحية بعيادة خاصة من قبل جراح وطبيبة النساء والتوليد. وقال زوج الضحية في حديث "للنهار أونلاين"، أن تفاصيل القضية تعود إلى ذهاب زوجته إلى طبيبة أمراض النساء للبحث عن أسباب عدم قدرتها على الإنجاب منذ أكثر من سنة. وبعد الكشف عنها من قبل الطبيبة الأخصائية في طب النساء وهي مستخلفة لطبيبتها المعتادة وصاحبة المصحة الخاصة، تبين من خلال الفحوصات أنه لها ورم صغير حميد بالمبيضين. وأضاف الزوج، أن الطبيبة بدأت في إستمالت وإقناع المريضة للتوجه إلى أحد الجراحين البارعين "ر.خ" ببلدية عين أرنات ولاية سطيف. وقد تم تحديد موعد العملية بمصلحة "نابتي" المتواجدة بحي 1000 مسكن وسط مدينة سطيف. من جهته أكد شقيق الزوج، أن طريقة إخراج زوجة أخيه بعد العملية من المصحة إلى البيت كان مشبوها. وقال أن الطبيب الجراح كان غائبا أثناء تسريح المريضة من طرف ممرضات المصحة الذين ختموا على الوصفة الطبية بختم الطبيب. وأضاف شقيق الزوج، أن المريضة كانت حالتها غير مستقرة وواضحة للعيان ناهيك على الإنتفاخ غير الطبيعي بمكان البطن وخروج المياه من بطنها. واستطرد الحديث زوج الضحية، أنه تم إكتشاف أن الطبيب الجراح لا يملك خبرة في اختصاص الجراحة بالمنظار وهو مجرد جراح عام. بالإضافة لإجراء عملية جراحية تصادفت مع دورة الطمث، وما زاد من حدة الشك هو اكتشاف بأن الجراح (ر.خ) زوج طبيبة النساء(ك) التي عاينتها. وحسب زوج الضحية، فإن الطبيب الجراح أمر بنقل زوجته من مصحته بعين أرنات على جناح السرعة إلى مستشفى الأم والطفل بالباز بعد تعقد حالتها الصحية. وأكد زوج الضحية، أن الطبيب الجراح أمر بإجراء عملية جراحية إنقاذية بعدما تم ترتيب كل شيئ من طرف زوجة الجراح الطبيب. خاصة وأنها مناوبة في كل شهر بالباز والتي تكون موظفة دائمة بالمؤسسة الاستشفائية عين ازال. وكشف الزوج، أن الجراح الذي أشرف على العملية الإنقاذية، أكد لهم أنه عثر على كميات كبيرة من الماء المقيّح بداخل بطنها، وأنه استنفذ عشرين كيس من السيروم لغسلها. فيما تناقض معه جراح آخر مجهول الهوية كان برفقته أثناء العملية على أنهم عثرو على تعفن وجرح بالأمعاء القلون تحديدا، الأمر الذي لم يصرح به الجراح لعائلة الضحية تدهور الحالة الصحية ودخول الضحية لقسم الإنعاش بالباز قال شقيق الزوج، أنه تم تحويل زوجة أخيه المرحومة إلى قاعة الإنعاش بعد العملية من يوم 18 جانفي إلى 26 جانفي. وخلال صبيحة يوم السبت من نفس الشهر لوحظ خروج فضلات من الأنبوب الموضوع بالبطن، بالرغم من أنه وضع لإخراج الماء المتبقي من العملية. وقد تم برمجة عملية إستعجالية ثالثة رغم رفض اهل الضحية إجراءها، مطالبين إبعاد الجراح من قاعة العمليات. واكتشف الأهل، أنه هو من أجرى العملية بعد إستعانته بجراح من قسنطينة وجراحة توليد وجراح لمرضى السرطان مختص بالباز. وتابع يقول: "بعد الإنتهاء من العملية إستدعتهم الطبيب (ك) زوجة الجراح (ر.خ) وأخبرتهم أنه تم العثور على القلون ممزق عن آخره. كما تم إخراجه من البطن، ليتم ومن بعد ذلك تم تحويلها إلى قاعة الإنعاش مع وضعها تحت مضادات حيوية قوية". واستطرد يقول:" بقيت المريضة على ذلك الحال إلى غاية يوم الخميس 28 جانفي وبعد فحصها بالسكانير تم العثور على كمية من الماء ببطنها. وقد تم برمجة العملية الرابعة دون إذن من الضحية بعد إيهامهم بأن الماء موجود بالصدر ويجب نزعه. وقد دخل الطبيب الجراح في نزاع مع رئيسة مصلحة الإنعاش التي رفضت بشدة أن يقترب من المريضة مهددة إياه بالإبتعاد عن مصلحتها أو إتخاذ إجراءات ضده. وحسب زوج الضحية، "فإن الجراح إغتنم فرصة غياب رئيس المصلحة ليتسلل مرة أخرى إلى قاعة الإنعاش ويحولها إلى قاعة العمليات بنفسه بعدما استنفذ كل تهديداته مع العائلة التي حاول أن يجعلها تمضي على وثيقة تبرأه من مضاعفات العمليات. وبقي الطبيب الجراح مع الضحية مدة ساعتين ونصف داخل غرفة العمليات ليخرج بها الى غرفة الإنعاش وكأنه لم يحدث شيئ". وقد صادف الجراح رئيسة مصلحة الإنعاش التي استفسرت عن تواجده مع المريضة في رواق المستشفى، ليبدأ في التلعثم محاولا التملص من قبضتها. ونفى الطبيب الجراح إجراءه لعملية بل كان بصدد استبدال الأنبوب لإخرج الماء من صدرها قصد إجراء تحاليل أخرى. وأضاف ذات المتحدث، أن رئيسة مصلحة الإنعاش بدأت بالضراخ ودخلت معه في مناوشة كلامية مطالبة تدخل الأمن. حيث كتبت تقريرا مفصلا عن تورط وتواجد شخص غريب عن المصلحة، طالبة من الإدارة فتح تحقيق في ملابسات الجراح (ر.خ). المدير العام للمستشفى الجامعي يودع شكوى رسمية بالجراح وينهي مهام مديرة مستشفى الأم والطفل قال عطوط عبد الرحمان المدير العام للمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور، في حديث ل"النهار أونلاين"، أنه أنهى مهام مديرة مستشفى الأم والطفل بالباز. كما تم إخطار المديرية والوزارة الوصية بتقرير يصف فيه تجاوزات تمس بأخلاقيات مهنة الطب ارتكبها كل من الجراح محل الشبهة وزوجته الطبية المختصة في أمراض النساء والتوليد. وأضاف مدير المستشفى، أن المديرية أوفدت لجنة تحقيق وتقصي للمستشفى للوقوف على حقيقة ما بلغ به من طرف مدير المناوبة وكذا رئيسة المصلحة المراقبة بوجود جراح غريب عن المستشفى يجري عمليات جراحية على مريضة تم جلبها من مصلحة خاصة الى مستشفى عمومي بتواطئ من زوجته التي كانت مناوبة بذات المستشفى. كما أكد المدير العام "للنهار" أنه تقدم بشكوى رسمية ضد الجراح (ر.خ) عند الجهات الأمنية، وطلب بتحويل الضحية يوم 05 جانفي 2021 إلى إنعاش قسم الجراحة العامة طالبا من الأطباء إنقاذها، إلا أن جسمها لم يستطع التحمل لتدخل حسبه في غيبوبة يوم 10 جانفي 2021 وتلفظ أنفاسها الأخيرة على الساعة الثامنة والنصف ليلا. وكيل الجمهورية بحكمة سطيف يأمر بتشريح الجثة ويفتح تحقيق في وفاة شابة متزوجة حديثا بشبهة قال زوج الضحية والعائلة "للنهار" أنهم توجهوا إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف الذي أمر بتشريح الجثة للوقوف على شبهة موت شابة متزوجة حديثا بشبهة إخفاء الخطأ الطبي الذي تحول إلى قضية تطارد جراح عام وزوجته الطبية المختصة في أمراض النساء والتوليد بعد ايداعهم لشكوى رسمية.