مصالح الدرك تلقت بلاغا عن الموقع من أجل اتخاذ التدابير اللازمة أجرت "النهار" حصريا، نهاية الأسبوع الفارط، لأول مرة، استطلاعا بشأن حقيقة ظهور مواقع أثرية متفرقة توحي بوجود مدينة قديمة تعود للعهد الروماني في منطقة "أم القيظون" الواقعة على سفوح الجبال الترابية المشرفة على صحراء خنشلة. والتي بدأت ملامحها تبرز للعيان من تحت تلال الأتربة، بعدما تعرضت للنبش والتنقيب المنظّم من طرف عصابات البحث عن الكنوز الأثرية التي خلفت أضرارا جسيمة بالحجارة الضخمة المنحوتة وبأجزاء متفرقة من الجدران تحت الأرض، من دون أن تأخذ السلطات المحلية المعنية في البلدية والدائرة والولاية ولدى مديرية الثقافة، وحتى لدى مصالح الأمن الإقليمية، أيّ خطوة من شأنها إنقاذ مصير هذه المدينة من التخريب وعمليات النهب لكنوزها التي لا تقدّر بثمن، في وقت علمت "النهار" بأن مصالح الدرك الوطني على مستوى فرقة البحث والتحري، تلقت إخطارا بما يجري على مستوى هذا الموقع، الذي لا يزال فريسة سهلة بين أيدي مختلف عصابات التهريب والتنقيب عن الآثار، نظرا لصعوبة المكان وانعدام الطرق والمسالك المؤدية إليه. يحدث ذلك على مستوى هذا الموقع الأثري الجديد في "القوت"، الذي لا تزال محيطات أثرية في غاية الأهمية لم تكلف الجهات المعنية بالثقافة والسياحة نفسها عناء حمايتها أو استغلالها بشكل يبعث على الشك ويرسم أكثر من علامة استفهام واحدة منتشرة عبر مواقع واسعة النطاق على سفوح جبال بلدية "عين الطويلة" على مشارف حدود ولاية تبسة شرقا، تعود إلى العهد الروماني، لا تزال عرضة لعمليات الحفر والتنقيب المنظّم من طرف عصابات التهريب وشبكات البحث عن الكنوز في وضح النهار وتحت سمع وبصر جميع المسؤولين المحليين، الذين تضامنوا على غضّ الطرف وصمّ الآذان عن سماع مناشدات أهل الاختصاص ونشطاء المجتمع المدني المحلي، الذين وقفوا عند آثار الجريمة والانتهاك المستمر لهذه المواقع ذات الأهمية السياحية الوطنية، من ذلك إحصاء أزيد من 500 موقع أثري مهمل، منها مدن كاملة يجري طمس معالمها في منطقة "لعناقيد" ببلدية "عين الطويلة"، وفي منطقة "كدية القمح" بضواحي "حمام لكنيف" ومنطقة "قارت" في "أولاد رشاش" ومعالم مدن مصغّرة عن مدينة "تيمڤاد" الأثرية في منطقة "تيبعليين" ببلدية "الولجة" و"فيجيسيلا" في بلدية "عين الطويلة" و"تبروري" في بلدية "تازقاغت"، فضلا عن "قصر الكاهنة" المغمور في منطقة "باغاي"، ونحو ثلاثة مواقع أثرية ضخمة في منطقة "وادي بلبار" ببلدية "ششار".