ورود كثيرة يلقيها زعيم حزب “بريكست” نايغل فاراج في طريق زعيم حزب المحافظين البريطاني بوريس جونسون بقراره المفاجئ والمثير عدم تقديم أي مرشح للمنافسة في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل. القرار نزل بردا وسلاما على قادة حزب المحافظين، ورأوا فيه تعبيدا للطريق أمام حزبهم للفوز بالأغلبية في هذه الانتخابات، كما أنه أحدث رجة وجدلا في الساحة السياسية البريطانية، وانقسمت المواقف بشأنه بين مرحب بالخطوة معتبرا إياها توحيدا للمعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي، وبين متوجس منها معتبرا إياها خطوة أولى في اتجاه تحالف بين زعيمين من زعماء اليمين الشعبوي في بريطانيا، في أفق تشكيل أغلبية برلمانية تميل نحو الانسحاب من التكتل الأوروبي بدون اتفاق. نايغل فاراج برر قراره بما رآه من تصريحات لبوريس جونسون يعد فيها بإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بحلول سنة 2020، وبكون دخول حزبي المحافظين و”بريكست” في منافسة على المقاعد سيشتت الأصوات، ويمنح فرصة سانحة لحزب العمال من أجل تقليص الفارق مع المحافظين وإنتاج برلمان جديد لا ترجح فيه كفة الأغلبية لأي حزب. وتذهب صحيفة فايننشال تايمز إلى أن نايغل فاراج استجاب للضغوط التي كانت تحذر من قضم حزب “بريكست” من مقاعد المحافظين، وهي تحذيرات تعززت عندما أظهرت آخر استطلاعات للرأي نجاح حزب العمال في تقليص الفارق مع المحافظين أمام تراجع حظوظ حزب “بريكست”، في حين أن كل ما يحتاجه حزب المحافظين هو إضافة تسعة مقاعد إلى حصته الحالية لحصد الأغلبية البرلمانية وتشكيل الحكومة دون الحاجة للتحالف مع أي حزب آخر. لمسة ترامب حاضرة لا تختلف التحليلات بشأن المستهدف الأول من هذا القرار، وهو حزب العمال الذي يتقدم بثبات لتقليص الفارق بينه وبين حزب المحافظين، فكان أول رد فعل من زعيمه جيرمي كوربن حول هذا التوافق الخفي بين جونسون وفاراج أن وصفه بأنه تحالف بين جونسون وفاراج والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحذر كوربن من هذا التحالف “لأنه سيقود البلاد إلى اتفاق تجاري مع الولاياتالمتحدة يهدد كل قوانين بلادنا ومصالحنا العمومية، وهو تحالف للتقسيم وضرب لحقوق العمال والحق في الصحة”.