إن التقاتل والتطاحن والقتل والتقتيل في بعض أجزاء من لوطن العربي لا يمكن أن يوصف، إلا أن الأعراب عادت إلى جاهليتها الأولى بعد أن كرمها الله بالإسلام فوحدها و صان عرضها وعصم دمائها ،لكن يبدو أن الكثير من عرب اليوم يحنون إلى ماضيهم البعيد الذي كانوا فيه عبيدا لغيرهم ،وقد كنت استغرب شديد الاستغراب كيف يمكن تقبل دعوى التغيير،بما رأينا ونرى ونسمع مما تتناقله وكالات الأنباء العالمية وتذيعه ،بل وتغذيه أيضا أطراف حاقدة على هذه الأمة..! حتى وإن كانت هناك أخطاء في التسيير أو انفرادا بالحكم كل،ذلك لا يعطي مبررا لخروج جماعات تقاتل جماعات أخرى سواء باسم الدولة أو باسم الشعب أو الجهة أو القبيلة ..فدماء الناس معصومة ومحرمة وأغلى من كل كنوز الدنيا ومناصبها ، فما الفائدة إذا خسر الإنسان نفسه ووطنه..؟ إنني جد حزين على أمتي التي وصلت إلى أرذل العمر ولم ترشد بعد ،فبعد أن استرجعت إلى وقت قريب أوطانها بقوة الحديد ودم الشهداء والكثير من التضحيات أمام مستعمر استيطاني خبيث ،وفي وقت كنا نظن أننا أحرارا في أوطننا بعد وداعنا للفقر والجهل والتسلط والنفي ،وبعد أن تخلص كل العالم تقريبا من مآسي الحروب وخاصة تلك التي عرفتها البشرية المسماة الحرب العالمية الأولى والثانية ،سادت بين العرب والمسلمين حروبا جديدا لا أولى لها ولا آخر ،فزيادة على ما يقوم به العدو الصهيوني ،هناك حروبا على امتداد العالم الإسلامي يغذيها الغرب بعد أن أوقد نارها..! هذا وقت للتصالح والصلح وأيضا للرجوع للعقل المغيب والتقدير للدم الواحد ،وما أعلنه التحالف العربي ممثلا في المملكة السعودية والإمارات العربية ،وهذا بوقفهم شن هجمات على الأراضي اليمنية وتجاوب الحوثيين في ذلك مؤشر على إحلال السلم في هذا البلد الجريح المتهاوي ،لمؤشر خير،ورجاؤنا أن يمتد ذلك إلى الأراضي السورية والليبية ،فكيفينا من مآسي ما يحصده وباء كورونا..؟ !