على الرغم من الوسائط التكنولوجية المتعددة من هواتف ذكية وأجهزة تصويرية عديدة غير أن العديد من العائلات الوهرانية لا تزال تصر على تخليد الإحتفال بعيد الفطر المبارك عبر أخذ صور لأولادها في استوديوهات التصوير الفوتوغرافي التي تعرف حركية خاصة في هذه المناسبة. وخلال جولة عبر بعض محلات التصوير في وهران عدة زبائن ينتظرون دورهم لتصوير أطفالهم أو أحفادهم وهم في كامل أناقتهم عند المصور لتوثيق أفراحهم وذكرياتهم خلال هذه المناسبة الدينية. وذكر محمد وهو جد لآية وأيمن عند محل للتصوير بحي العثمانية أنه حرص على توثيق مجمل اللحظات السعيدة في المناسبات الدينية مع أبنائه في صغرهم ويحرص حاليا على تخليدها مع أحفاده. وقال في هذا الصدد "أحرص خلال كل مناسبة دينية خاصة عيد الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف على إحضارهم عند المصور بكامل زينتهم حتى تبقى هذه الذكرى لهم طوال حياتهم وهو ما فعله جدي معي ومع إخوتي في صغرنا". أما السيدة حسينة التي كانت تهم بتصوير ولديها عند استديو للتصوير بحي العقيد لطفي فقد أكدت أن التكنولوجيا الحديثة لا تهمها بقدر ما يهمها الاحتفاظ بأحسن وأجمل طريقة بالذكريات الحلوة التي يتركها العيد. وأفادت "أنا أحتفظ إلى الآن بألبوماتي منذ الأشهر الأولى من حياتي والتي تركتها والدتي إذ كانت تحرص على تصوير كل واحدة فينا عند المصور في كل مناسبة دينية مثل عيدي الفطر والأضحى أو المولد النبوي الشريف أو مناسبة اجتماعية مثل الدخول المدرسي وغيرها فقد كان تقليدا رائجا آنذاك وهي صور ذات قيمة معنوية كبيرة "مشيرة أن النظر إلى هذه الصور القديمة الآن يولد مشاعر جميلة لا نراها عند رؤية الصور المأخوذة بالهاتف النقال". أما أصحاب محلات التصوير الفوتوغرافي فذكر بعضهم أن العمل يتضاعف عدة مرات خلال هذه الأيام المباركة مقارنة بالأيام العادية أين يكون فيها العمل قليلا إن لم يكن منعدما. وذكر محمد وهو مصور في الخمسين من عمره بوسط المدينة أن المهنة تغيرت كثيرا عن السابق في ظل اقتحام صور السيلفي ليوميات الشباب إذ أصبح الذهاب للمصور في المناسبات الدينية يقتصر في أغلب الأحيان على كبار السن الذين يصطحبون أحفادهم أو قلة قليلة من الأولياء أما الشباب فأصبح حضورهم تقريبا منعدما. كانت فترة ما بعد الظهر في العيد مخصصة -حسبه- للشباب إذ يحضرون لأخذ صور تذكارية بينهم كأصدقاء أو جيران أو إخوة غير أنهم أصبحوا يحبذون صور الهاتف النقال. واعتبر أن هذا الجيل الحالي "جيل بلا ذكرى فقد كانت للصور قيمة ثمينة إذ كانت تحفظ مع المجوهرات ونفائس العائلة غير أن صور اليوم بلا روح وبلا هوية نخزنها لبعض الوقت في هواتف ذكية حتى يحين موعد إتلافها فتتلف بدون أي تردد ويصبح الشخص بدون ذكرى".