فرحة عارمة سادت أجواء الطلبة وأهاليهم عقب الإفراج عن نتائج شهادة البكالوريا،وهذا بعد ذلك الترقب الحذر الذي عاش فيه الطلبة في المدة الأخيرة بعد إعلان وزير التربية الوطنية عن تخفيض معدل النجاح في هذه الشهادة المصيرية إلى حدود .59/20 ،وهو ما فتح آمالا واسعة لدى فئات كثيرة من التلاميذ الذين تأثروا واضطربوا في دراستهم نتيجة التوقف الدروس بسبب جائحة كورونا…؟ غير أنه بات راسخا في الأذهان ،خاصة بعد ارتفاع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا ،ليس المهم أن تنجح فقط ولكن يجب أن تكون بمعدلات مرتفعة ،خاصة في بكالوريا العلوم والتقني رياضيات،وهذا حتى ي..؟ إن كل بناء وتخريب أو تطاحن وتكالب على الكراسي ، يرجع في حقيقته إلى التربية والتعليم الذي تلقاه أفراد مجتمعاتنا بداية ،فهي الأساس الذي تبنى عليه قواعد الحكم والتداول على السلطة وهي الاسمنت الذي يربط بين أفرادها ويحترم من خلاله كل طرف الطرف الآخر..؟ في كل البلدان وفي مقدمتهم بلادنا الجزائر تولي القيادة السياسية للمنظومة التربوية بشكل عام ومنذ التحضيري والأساسي إلى غاية نهاية الدراسات العليا ، العناية الكبرى حيث وفرت المناهج والكوادر والهياكل الأساسية ،ودعمت ذلك بما يساوي ربع ميزانية الدولة ذهب جلها في تسديد الأجور،والهدف من كل ذلك هو تخريج أفراد مجتمع متنورين ومتعلمين على أحسن مستوى ،لكن تبقى الإشكالية المطروحة تكمن في الفرد نفسه الذي يجب أن يعنى عناية خاصة.! إن الاهتمام بالوضعية الاجتماعية لأستاذ التعليم الابتدائي بصفة استثنائية ،من قبل الدولة يعد واجبا وطنيا تجاههم ،خاصة في تلك الظروف القاسية التي يعانون منها في البوادي والأرياف حيث صعوبة الحياة،وقد نفذ منها الكثير لصالح هؤلاء الذين يعول عليهم في إرساء القواعد الأساسية للمنظومة التربوية التي كان لها الكلمة العليا ،وهو ما تجلى في النتائج المبهرة على جميع المستويات ،خاصة في نتائج البكالوريا وفي بقية الشهادات الرسمية الأخرى وفي المستوى العلمي ..؟!