كتتويج لعمل مشترك طويل بين نشطاء المجتمع المدني ومجموعة من المحامين الجزائريين، قدمت الجزائر شكوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية. هذه الشكوى الجماعية الجزائرية التي تمتد على عشرات الصفحات، تسلط الضوء على الفضائع والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل والتي هي إبادة جماعية غير مسبوقة مكتملة الأركان ضد المدنيين العزل في غزةالفلسطينية. في هذا السياق، صرحت إحدى دول امريكا اللاتينيةإنها مستعدة لمرافقة هذه الشكوى الجزائرية، المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بهدف إقامة الحقيقة وإنصاف الشعب الفلسطيني. هكذا كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على حسابه في تويتر: "ستساهم جمهورية كولومبيا في الشكوى التي قدمتها جمهورية الجزائر أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب ضد رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في ضوء المذابح الجماعية ضد الأطفال والمدنيين من الشعب الفلسطيني التي تسبب بها". وقد حظي موقف كولومبيا، وهي إحدى أوائل الدول التي حثت سفير الكيان على مغادرة أراضيها، بترحيب كبير. يضيف الرئيس الكولومبي: "سيلتقي وزير خارجيتنا غدًا مع مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية"، كما أشار على تويتر. مضمون الشكوى الجزائرية ضد إسرائيل: منتهكا جميع المواثيق و القوانين الدولية الانسانية، جيش الاحتلال يرتكب إبادة جماعية ضد سكان مدنيين يعيشون في وضع حرج ومأساوي، يبكون جثث أطفالهم الذين اغتيلت براءتهم بدم بارد، الذين هم ضحايا أعمال لا إنسانية لمستعمر غاشم. المحامي الجزائري عبد المجيد مراري أعلن "أن الشكوى الجماعية الجزائرية المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد إسرائيل، تستند إلى أدلة موضوعية كافية وتكشف النقاب عن الجرائم المرتكبة في غزة". بهذا الصدد، أشار المحامي الجزائري إلى أن "هذه الشكوى تستند إلى أسس قانونية راسخة، وخاصة اعتراف دولة فلسطين كعضو في المحكمة الجنائية الدولية، عملاً بقرار 5 فيفري 2021". من خلال هذا القرار، تمتلك المحكمة الجنائية الدولية اختصاص قضائي على الأراضي الفلسطينية ويمكنها بالتالي اتخاذ إجراءات قانونية بشأن جميع الانتهاكات المرتكبة على الأرض الفلسطينية.