ما كان للجمهور الجزائري أن تمر عليه هكذا دون أن يستنكر سوء التنظيم إذا كان المهرجان يفتقد إلى ذلك،والعكس،ذلك لأن المهرجان على كثرة عددها وقلة نفعها،باتت محل نقد وانتقاد جماهيري،خاصة من قبل الشباب المتابع لها،بمعنى أن هذه المهرجانات سواء كانت وطنية أو دولية (تجاوزا) صارت "ما أكثرها حين تعدها،لكن المعنى والموضوع واحد،الغناء والرقص والتمثيل،فقط لا غير..؟ وخلاصة القول إنما تولي وجهك وناظرك تقابلك لافتة إشهارية لهذا المهرجان أو ذاك وإن اختلف مكانها وزمانها،فهذا مهرجان للمالوفوالموسيقى الأندلسية،وتلك أيام للأغنية الحالية،وذلك للرقص العربي والأفريقي،والآخر للمسرح الأمازيغي،وقبله للسينما الأمازيغية وحتى اللباس التقليدي الوطني له مكانته بين هذا الكم الهائل،والكل في النهاية يرقص ويغني ويتمايل طربا،وكأن الدنيا ليس فيها إلا أصحاب الليالي الملاح والقد المياس،وهاتي يا ساقي هاتي،وفي الأخير رغم الإثارة والتهليل الإعلامي لا تجد رواد هذه الأماكن الترفيهية يشكلون نسبة عالية من المجتمع الجزائري،فهي ربما كأنها مخصصة لفئة معينة من الجمهور،وإن كان لهذه الفئة بعض الحق في تلبية رغباتها..! لكن هناك فئات من المجتمع الجزائري من تحبذ الجد والعمل طوال السنة وتريد ولو ملتقى للثقافة والفكر، واحدا في السنة أو أكثر متنوع ومختلف،يكون له صبغة عربية أوعالمية،يخصص للإبداع في المجال المذكور،يخصص لأصحاب القلم والريشة والكاميرا..؟ أليس هذا أحسن وأفيد للجميع،فهو توزيع بالعدل فالكل يجد ضالته وبالتالي نكون قد لبينا جميع الأذواق والميول،ولم يقتصرالأمر عن نوع معين من الغناء أو الرقص،ذلك لأن المجتمع الجزائري المختلف المشارب،المتنوع الثقافات لا يحبذ أن يأكل ويشرب أو يسمع ويشاهد أو يقرأ نوعا محددا بعينه من الثقافات،وهذا من حقه ولا يجب أن يفرض عليه من قبل الإدارة الوصية.. ! لكن الملاحظ فوق كل ذلك،وأنها في غير وقتها،و نقص الإعداد من قبل محافظي أو من عينوا في للإشراف على هذه المهرجانات،فحصل فيها نتيجة للارتجال والتسرع ما لم يكن في الحسبان،وأول أعطابها غياب الجمهور ..؟!