في إطار سعي السلطات المحلية بجيجل لمعالجة مخلفات سنوات الجمر من العشرية الحمراء، يجري حاليا تطبيق برنامج خاص بهذه العملية يهدف إلى توفير الظروف المناسبة في الأرياف و المشاتي، لإغراء سكانها النازحين عنها للعودة إليها من جديد. وتعرف عملية عودة السكان إلى مناطقهم الأصلية، بولاية جيجل، تكفلا متواصلا من خلال تطبيق البرنامج الخاص بهذه العملية، يتميز بالديناميكية والمتابعة المستمرة من طرف السلطات المحلية. وأوضحت خلية الاتصال بالولاية، أن هذه الديناميكية التي شرع فيها خلال السنوات الأخيرة، وذلك عن طريق إجراءات مشجعة ومحفزة، قررتها السلطات العمومية، قد تميزت بوضع برنامج منهجي وتدريجي، يتمحور أساسا حول فتح مسالك وطرق مواصلات، الربط بشبكة الكهرباء الريفية، التموين بالماء الصالح للشرب، إنجاز وترميم مدارس وقاعات للعلاج، تشجيع النشاطات الفلاحية، ترقية السكن الريفي وبناء هياكل أمنية. ويخضع هذا البرنامج الجاري تجسيده حاليا في الميدان، إلى مسعى تدريجي حسب نفس المصدر، موضحا أن منطقتي "جبرة" و"مرشيشة" ببلدية "قاوس"، تعدان من بين المناطق المعنية في هذا الإطار. واستفيد من مصادر بالولاية، أن هناك عودة تدريجية لممارسة النشاطات الفلاحية، لاسيما منها تربية الدواجن، تربية النحل و تربية الأبقار والأغنام. وقد ٍبادرت ولاية جيجل، بمشروع يقضي بإعادة تأهيل الطريق الرابط بين جيجل، والمكان المسمى "مرشيشة"، والشروع في أشغال فتح مسلكين هامين لفك العزلة عن القرى الواقعة، بشرق وغرب "جبرة". وقد عرفت هذه المنطقة، التي تشهد حاليا تطورا في النشاطات الفلاحية، نزوحا نحو المدن وذلك خلال العشرية السوداء. و من بين العوامل، التي ساعدت على عودة السكان إلى هاتين المنطقتين، تنصيب فصيلة للجيش الوطني الشعبي، مما أعطى حيوية لهذا البرنامج، خاصة فيما يتعلق بالتموين بالماء الصالحة للشرب. وستستفيد سكنات هاتين المنطقتين، عما قريب من الماء الصالحة للشرب، خاصة وأن مديرية الري قد أطلقت دراسة، تتعلق بربط القرى المعنية بالمياه، كما سيتم ربطها كذلك بالشبكة الكهربائية. كما ستشمل أشغال الترميم مدرستين وقاعة للعلاج، تقدم خدماتها للمواطنين، وتمت الإشارة إلى أن تمويل هذه العمليات متوفر، وأن البرنامج المسطر كان محل نقاش خلال اللقاء الأخير، بين ممثلي المواطنين المعنيين، ووالي الولاية، وذلك بحضور مديري كل من الصحة والسكان، الفلاحة ، الغابات والأشغال العمومية، الري والطاقة والمناجم، إضافة إلى رئيس دائرة "تاكسانة"، ورئيس المجلس الشعبي لبلدية "قاوس". وتم التأكيد بالمناسبة، على ضرورة إشراك المواطنين في كل مراحل هذا البرنامج، واعتبار أن انخراطهم فيه مسألة أساسية، ولهذا فإن السكان مدعوون بدورهم إلى المساهمة في هذه الديناميكية، وجعلها نموذجا في مجال الإنتاج الفلاحي، خاصة في شعب تربية الدواجن، وتربية المواشي، وتربية النحل، وزراعة الزيتون، بهدف تموين الأسواق الجوارية لجيجل وبقية المناطق، بمختلف المنتجات الفلاحية، إلى جانب ضمان مناصب شغل، وكذا الاستقرار لأبناء سكان هاتين المنطقتين.