رئيس حركة مجتمع السلم يشدد على دور الشباب في النهضة الوطنية بوهران    لويزة حنون تستعرض نضالات المرأة الجزائرية وتدعو لتعزيز الوحدة الوطنية    تنصيب العميد عباس إبراهيم مديرًا مركزيًا لأمن الجيش    وزير العمل يدعو إلى اعتماد الرقمنة لجعل المعهد الوطني للعمل فضاءً مرجعيًا للتكوين المتخصص    احتلت المرتبة الأولى وطنيا..أم البواقي ولاية رائدة في إنتاج الشعير    خسائر ب4 ملايين دولار وتحذير صحي..وفاة 11 فلسطينيا جراء المنخفض الجوي الأخير    قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة..استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا    إيران : اعتقال 18 من أفراد طاقم ناقلة أجنبية    بسبب مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الافريقية للأمم-2026..تعليق بطولة القسم الممتاز لكرة إلى اليد    الدور ال16 لكأس الجزائر:اتحاد الحراش يطيح بشبيبة القبائل، جمعية الشلف ووفاق سطيف يحسمان تأهلهما    الرابطة المحترفة "موبيليس" : عقوبات ضد ثلاثة أندية    ميلة : إجراء 47 عملية جراحية بمبادرة لقافلة طبية تضامنية    معرض السفارات العالمي الشتوي بواشنطن : الجزائر تفوز بجائزة أفضل جناح في المجموعة العربية    المهرجان الدولي للكسكس بتيميمون.. فضاء للتعريف بالتراث وتبادل الخبرات    الجزائر تنتخب نائبا لرئيس الدورة الحكومية الدولية للجنة اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي لعام 2026    غرداية.. إطلاق وتدشين مشاريع تنموية جديدة    دعت إلى جعل "دار الإبداع" متحفا لتاريخها وفنونها..بن دودة تعلن عن عملية استثمارية كبرى لترميم المدينة القديمة بقسنطينة    جامعة البليدة 2 توقّع ثماني اتفاقيات تعاون    صالون دولي للأشغال العمومية والمنشآت الطاقوية بالجنوب    حصحاص يدشن مرافق تربوية وصحية جديدة ببوفاريك    استحداث علامة مؤسّسة متسارعة    بيتكوفيتش يكشف أسلحته اليوم    رفع العلم الوطني بساحة المقاومة    بوعمامة يشارك في اختتام ملتقى الإعلام الليبي    مسابقة لأحسن مُصدّر    الجزائر تُنسّق مع السلطات السعودية    ماضون في تعزيز التعاون والاستثمارات البينية    25 اتفاقا للارتقاء بالتعاون الجزائري - التونسي    استراتيجية شاملة لتعزيز الروابط مع الكفاءات الجزائرية بالخارج    مظاهرات 11 ديسمبر منعطف فاصل في تاريخ الثورة    مسابقة لتوظيف أكثر من 40 ألف أستاذ    7 اتفاقيات شراكة بين مؤسسات اقتصادية جزائرية - تونسية    إدانة سياسة التعتيم الإعلامي للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية    تذبذب في تزويد سكان الرتبة بالماء    "محفظة التاريخ" لتخليد مظاهرات 11 ديسمبر    تتويج "رُقْية" بالجائزة الكبرى    تركة ضخمة في علوم اللغة تنتظر الاستثمار العلمي    حلول واقعية لتعزيز وجهة استثمارية واعدة    40 فائزًا في قرعة الحج بغليزان    جهود لحماية التنوع البيئي بالشريعة    محرز ينافس بن زيمة ورونالدو    مازة يتألق وينقذ ليفركوزن    مدوار يكشف حقيقة العروض    توفير نظارات طبية للتلاميذ الأيتام والمعوزين    خُطوة تفصل الخضر عن المربّع الذهبي    الاستغفار.. كنز من السماء    توفير 500 منصب عمل جديد بتندوف    الوالي يأمر بمضاعفة المجهودات وتسليم المشاريع في آجالها    الاستماع لمدير وكالة المواد الصيدلانية    مظاهرات 11 ديسمبر1960 بفج مزالة سابقا فرجيوة حاليا    رئيس السلطة يعرض تصورا استباقيا    بوعمامة يشارك في "منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي" بطرابلس    فتاوى : اعتراض الأخ على خروج أخته المتزوجة دون إذنه غير معتبر    صهيب الرومي .. البائع نفسه ابتغاء مرضاة الله    نحن بحاجة إلى الطب النبيل لا إلى الطب البديل..    المسؤولية بين التكليف والتشريف..؟!    إجراء قرعة حصّة 2000 دفتر حج    إجراء القرعة الخاصة بحصة 2000 دفتر حجّ إضافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعرق المفرط مشكل يؤرق الكثيرين مع اقتراب فصل الصيف
أخصائيون يؤكدون أنه يؤثر سلبا على نفسية المصاب
نشر في السلام اليوم يوم 10 - 04 - 2012

يفرز الجسم العرق بشكل طبيعي للتخلص من السموم، ولكن إذا أصبح العرق يفرز بشكل زائد عن حده تنقلب حياة الإنسان رأسا على عقب ويواجه حياة غير طبيعية ويشعر بالانزعاج.
يعتبر التعرق عملية فزيولوجية طبيعية تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي فتبدأ الغدد العرقية في إفراز العرق للتخلص من تلك الحرارة الزائدة فتجعل الجسم باردا، ويعمل الجسم كتكييف يقوم بتعديل درجة حرارة الجسم بواسطة إفراز العرق، ويعاني الكثير من الأشخاص في المجتمع من مشكلة العرق التي تسبب لهم مشاكل في حياتهم العملية وفي علاقاتهم مع المحيطين بهم، وهذا ما يؤرق الكثيرين منهم ويجعلهم غير قادرين على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، وتزداد المشكلة سوءا عندما يزداد العرق عن معدله الطبيعي خصوصا مع قدوم فصل الربيع أو الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، فيفرز الجسم كمية كبيرة من العرق مما يجعل الشخص يعيش في قلق دائم لما يواجهه من مشاكل يسببها العرق من رائحة كريهة أو بقع في الملابس أو عندما تصبح مبللة مما يصيبه بالحرج أمام المحيطين به، ويبحث الكثير ممن يعانون من هذه المشكلة عن حل يضع حدا لمعاناتهم.
ولمعرفة مدى معاناة الأشخاص من هذه المشكلة رصدنا آراء بعضهم ومن بينهم «سلمى» التي تعاني كثيرا جراء هذه المشكلة، حيث تقول: «بقدوم فصل الصيف، أشعر بالحرج بسبب تعرقي الزائد وتصبح ملابسي مبللة، بالإضافة إلى أن آثار العرق تترك بقعا في ملابسي مما يجعلني أشعر بالحرج أمام صديقاتي».
وقد أصبحت هذه المشكلة تؤثر على حياة بعض الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، حيث تقول «منال»: «أعاني من التعرق على مستوى اليدين مما يشعرني بالقلق خلال الامتحانات، لأن ورقة الإجابة تصبح مبللة مما يشعرني بالحرج، وقد أثرت هذه المشكلة كثيرا علي، لأني أضيع وقتي في تنشيف يدي بالمنديل خصوصا عندما تصبح مبللة، وكأني غمرتها بالماء، كما أنني أشعر بالحرج من إمساك أيدي صديقاتي وأحاول التهرب منهن خوفا من تعليقاتهن».
ويعتبر المظهر اللائق من الأشياء الأساسية في حياة الإنسان، ولكن مشكلة التعرق قد تؤثر على الحياة العملية لبعضهم وهذا ما يحدث ل»جميلة» التي أثرت هذه المشكلة عليها في العمل وجعلتها لا تقترب من زميلاتها، لأنها تشعر بالإحراج من رائحة عرقها التي أصبحت تهدد عملها بالرغم من أنها تواظب على الاستحمام يوميا وتستخدم مختلف أنواع العطور، إلا أن هذه الأشياء لم تحل مشكلتها، ما جعلها لا تشعر بالثقة أمام المحيطين بها في العمل حسب قولها.
أما «سميرة» فهي الأخرى تعاني من مشكلة التعرق مما يجعلها تشعر بالحرج أمام صديقاتها ولا تجد حلا لمشكلتها، حيث تقول: «أعاني من مشكلة التعرق بشكل زائد عن حده مع أني لا أعاني من أي مرض، وما يشعرني بالقلق هو أني أعاني من التعرق حتى في وجهي وهذا ما يزعجني».
وهناك من أثرت هذه المشكلة على حياته العاطفية وهو ما حدث مع «سلمى» التي تقول: «بالرغم من أني جميلة، لكني اضطررت إلى إخفاء تعرق يدي عن خطيبي، ولم أكن أتركه يمسك بها، ولكن بالصدفة اكتشف الأمر، وأنهى علاقته بي، وهذا ما أثر على حالتي النفسي،ة وأصبحت أخجل من هذه المشكلة، لأنها أصبحت تعيقني حتى عند ممارسة الأشغال اليومية في البيت بسبب انزلاق الأشياء من يدي عند إمساكي لها».
ومن جهة أخرى، قد يصاب الشخص الذي يعاني من مشكلة التعرق بإحباط شديد وعزلة بسبب تعليقات أصدقائه التي تؤثر بشكل سلبي على نفسيته وهذا ما حدث مع «عمر» الذي تحكي لنا والدته عن مشكلته وتقول: «يعاني ابني من مشكلة التعرق المفرط الذي أثر على مواظبة حياته بشكل طبيعي داخل المدرسة، وما زاد من تأزم حالته تعليقات أصدقائه السيئة والسخرية منه، ما جعله يشعر بإحباط شديد، وامتنع عن الذهاب إلى المدرسة، وحتى في البيت يمتنع عن مقابلة الضيوف، لأنه يشعر بالخجل الشديد عند مصافحتهم، ورغم أننا غيرنا له المدرسة، إلا أنه واجه نفس المعاملة، وهذا ما جعله يفضل الانطواء وامتنع عن مواصلة دراسته».
وهو نفس ما حدث مع «سامية» التي تقول «أعاني من رائحة عرق كريهة، بالرغم من أني أستحم، والتي جعلتني أبتعد عن صديقاتي في المدرسة، ولكنهن اقتربن مني واكتشفن مشكلتي، وأصبحن يتكلمن عني بالسوء، وهذا ما أثر على نفسيتي كثيرا».
ومن جهة أخرى، أصبحت مشكلة التعرق تشكل عائقا بالنسبة لربات البيوت، وهذا ما أكدته «سليمة»، حيث تقول: «اكتشفت جارتي مشكلتي مع التعرق الشديد فأخبرت بها أشخاصا قمت بصنع الحلويات لهم فامتنعوا عن شرائها مني، لأنهم علموا أن يدي تتعرق بالرغم من أنني قلت لها أن لا تخبر أحدا، ولكن بعض الأشخاص عندما يلاحظون تعرق يدي يمتنعون عن تناول الوجبات التي أحضرها، معتقدين أني غير نظيفة، أو أن العرق سيسقط في الطعام، ولكنهم لا يعلمون أني أضع قفازات حفاظا على نظافة الحلويات التي أحضرها».
الأسباب المؤدية الى الإفراط في التعرق
لمعرفة مسببات التعرق الزائد عن حده من الناحية الطبية وطرق علاجها، اقتربنا من عيادة الدكتور «جمال سطوف»، طبيب متخصص في الأمراض الجلدية، حيث يقول: «كل إنسان طبيعي يعرق، وهناك إنسان يكثر عرقه وإنسان يقل عرقه، وهذا أمر طبيعي، فالعرق الجسدي هو عملية فزيولوجية ضرورية للجسم، فهو ليس فقط طريقة للجسد كي يتخلص من الحرارة الزائدة، بل هو طريقة للجسم حتى يتخلص من بعض الفضلات والأملاح الزائدة والسموم الضارة، وبذلك يساعد الكليتين في عملهما، إلا أن تجاوز إفرازه عن حد معين يشير الى حالة مرضية، وتحدث هذه العملية عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، فتبدأ الغدد العرقية في إفراز العرق للتخلص من تلك الحرارة الزائدة فتجعل الجسم باردا، وبالتالي يعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية، وبذلك يعمل العرق على تنظيم حرارة الجسم، أما في حالات فرط التعرق، فإن التعرق الزائد يتجاوز احتياج الجسم في تنظيم حرارته، ويحدث دون أي ارتفاع في حرارة الجسم ودون وجود سبب يستدعي ذلك، ويتولى الجهاز العصبي «السيمبتاوي» وهو جزء من النظام العصبي النمائي المهتم بتنظيم التعرق، ويحدث التعرق عادة في حالة الإجهاد الجسدي أو التوتر العاطفي الشديد أو الإصابة بالأمراض المصحوبة بالحمى، ويصاب بعض الأشخاص بزيادة مفرطة للعرق وتبدأ هذه الحالات منذ الصغر وتستمر مدى الحياة وتبدأ حين يضطرب تنظيم التعرق، ويكون عادة في منطقة واحدة معينة أو عدة مناطق محددة من جسم الإنسان مثل اليدين، القدمين،الوجه، الإبطين، ويتم إنتاج العرق من الغدد العرقية الموجودة بالجلد في أجزاء المختلفة من الجسم، وهذه الأخيرة تكون موجودة بأكبر تركيز في راحة اليد، ويكون نشاط تلك الغدد العرقية تحت سيطرة مركز حرارة الجسم بالمخ المسمى «ايبوتالاميوس» من خلال الجهاز العصبي «السمبتاوي»، وبذلك يتم التحكم في كمية العرق التي يتم إنتاجها بطريقة لاإرادية، والنشاط الزائد لذلك المركز بالمخ وللجهاز العصبي «السمتاوي» يؤدي إلى زيادة وفرط من التعرق، وهناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي الى بدء نوبة فرط التعرق مثل ارتفاع حرارة الجو والرطوبة والتمارين الرياضية الشاقة»، ويضيف الدكتور أنه من بين أسباب زيادة التعرق والانحراف عن الوضع الطبيعي: «اضطراب في الغدة الدرقية وزيادة في إنتاجها أو أمراض الغدد الصماء، وعند علاج سرطان البروستاتا أو الأمراض السرطانية الأخرى بواسطة الهرمونات ستكون عرضة لزيادة التعرق وانقطاع الدورة الشهرية، وقد تأتي هذه المشكلة نتيجة النشاط الزائد في الغدة العرقية وتتبع أساسا فرط النشاط في الغدة الدرقية والنخامية فتصيب أصحاب الأوزان الزائدة، وأغلب النساء عند سن اليأس التي تصاب بتغيرات فزيولوجية تؤدي إلى اضطراب في إفراز العرق. وينقسم فرط التعرق إلى قسمين، فرط التعرق الأولي والذي يكون دون وجود سبب واضح، وغالبا يكون في جزء من الجسم وليس الجسم بأكمله، وقد يكون في راحة اليد أو الوجه، وهناك فرط التعرق الثانوي ويكون بسبب معروف وغالبا ما يصيب الجسم بأكمله، والأسباب التي تؤدي إلى فرطه العدوى أو السرطان، سن انقطاع الطمث، السكر، السمنة، اضطرابات هرمونية، كما أن انخفاض نسبة سكر الدم يتسبب أيضا بإفراط التعرق، إضافة إلى تعاطي الكحول أو تناول بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية مثل مستحضرات معالجة الغدة الدرقية أو الأدوية الحاوية على أحماض أستيل ساليسيليك، بالإضافة إلى أن ارتفاع نسبة الأملاح في الجسم كارتفاع أوكيلات الكالسيوم يسبب التعرق الزائد، وكذلك عندما تكون مسامات الجلد كبيرة أو نتيجة للنشاط الزائد في الغدة العرقية، ويصاب بعض الأشخاص برائحة كريهة للعرق، وتكون نتيجة تراكم بكتيريا وفطريات، وما يزيد من الرائحة هو عدم نزع الشعر من المناطق الذي يفرز بها العرق، مما يزيد من تراكم الفطريات المسببة لهذه الرائحة الكريهة».
وعن تأثير فرط التعرق على المصاب، يقول: «إن فرط التعرق له تأثيرات سيئة على الشخص المصاب، فتكون اليد باردة ولزجة باستمرار من العرق، جفاف الجلد أو التهابات الجلد بسبب التقشف وهذا يجعل الشخص يحتاج إلى تغيير ملابسه باستمرار بسبب رائحة العرق، كما يسبب تعرق القدم رائحة كريهة أو حتى تعرق الإبط الذي قد يترك بقع الصدأ أو رائحة كريهة نتيجة تراكم البكتيريا بهذه المنطقة ويعاني من التهابات سواء بكتيرية أو فطرية».
طرق علاج زيادة التعرق
يقول الدكتور «جمال سطوف» يمكن العلاج من التعرق المفرط إذا كان على شكل نوبات، فيمكن التخلص منه بواسطة «سيبروتيرون أسيتات»، أما إذا كان التعرق أساسيا أو عرضيا شديدا فإن الطرق التالية ستساعد كثيرا في التخلص منه بواسطة مضادات التعرق للحالات الخفيفة والمتوسطة مثل «ألمنيوم كلوريد» باستخدامه مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، واستعماله بشكل منتظم أو عن طريق شحنات كهربائية للحالات التي لا تستجيب لمضادات التعرق مثل «ايونتوفوغسيس» وتتمثل هذه الطريقة في إعطاء المريض شحنات كهربائية خفيفة في بعض مناطق التعرق على جلسات تتكرر عدة مرات خلال الأسبوع، لكن من مساوئ هذه الطريقة أنها مكلفة ولا يمكن استعمالها في منطقة الإبط أو الوجه. وتعتبر جراحة الغدد العرقية مفيدة للإبط. حيث يتم جراحة الغدد العرقية، خاصة في منطقة الإبط، لأن الأعصاب المسؤولة عن الغدد في هذه المنطقة لا تستجيب بسهولة إلى الأدوية، أما الأعصاب المسؤولة عن الغدد العرقية في راحة اليد والوجه تكون أكثر قابلية دون الحاجة إلى جراحة عامة. وهناك طريقة أخرى وهي الحقن في مناطق العرق بواسطة «البوتكس»، ويفيد هذا العلاج بشكل فعال في منطقة الإبط وباطن اليد أو القدم أو الوجه، ويعتبر «البوتكس» من المواد السامة، لكنها مفيدة جدا لإيقاف التعرق الشديد إذا حقنت في مناطق التعرق، كما أن العلاج النفسي يساعد في التعايش مع المرض.
وتعتبر رائحة العرق مشكلة تؤرق الكثير من الأشخاص خصوصا في الأماكن المغلقة والمزدحمة وعند ارتداء ملابس غير قطنية تعوق تبخر العرق بشكل طبيعي، وتزداد مشكلة رائحة العرق خصوصا في فصل الصيف الذي تنشط به البكتيريا والفطريات التي تسبب الرائحة الكريهة، واستخدام مزيلات الرائحة أو العطور هو الحل السريع، لكنه مؤقت، محدود المدة والتأثير، وهناك حلول طبية أكثر فعالية مثل الليزر، واستخدام حقن البوتكس في أماكن التعرق لإزالة الرائحة وتقليل إفراز العرق، كما توجد طريقة للتخلص من رائحة العرق تعتمد على استخدام مضادات التعرق، ولكنها تؤدي الى حبس العرق، وتؤدي إلى نتيجة سلبية تعيق عملية التخلص من الفضلات، مما يعيق عمل الكلية، ويؤدي الى حبس البكتيريا تحت الجلد، فتكون جيوب وتقيحات تحت الإبط، لذلك لا ينصح بها، كما يمكن التخلص من رائحة العرق بإزالة غدد التعرق عن طريق التدخل الجراحي باستخدام الليزر».
أسباب نفسية تؤدي الى إفراط التعرق
تقول الدكتورة «كريمة سايشي» مختصة في علم النفس الاجتماعي: «تصنف مشكلة التعرق المفرط عند الأشخاص المصابين في خانة الأمراض الاجتماعية، لأنها تؤثر على حياة الإنسان الاجتماعية، وخاصة إذا كان في منطقة يستدعي استعمالها للتعامل اليومي مع المحيطين به كالتعرق على مستوى اليدين الذي يعيق الإنسان عن ممارسة أشغاله بشكل طبيعي، وخاصة الحرفيين أو الأشخاص الذين تتطلب منهم دراستهم أو مهنتهم استخدام اليد بشكل يومي، أو إحكام قبضة اليد بشكل جيد، لأن اليد المتعرقة لا تمكنه من التحكم بقبض الأشياء بشكل جيد، مما يؤثر على حياته العملية أو المهنية بشكل سلبي، ويؤثر كذلك على نفسيته ويصاب باضطراب نفسي، لأنه يشعر أنه إنسان غير طبيعي ومختلف عن الأشخاص المحيطين به، مما يجعله يشعر بالقلق الدائم والتوتر، بالإضافة إلى الخجل فيتجنب الشخص مصافحة الآخرين بالأيدي، وهناك أسباب نفسية تؤدي الى التعرق كإصابة الإنسان بهستيريا من الخوف، أو إصابته بمرض القلق النفسي، أو بسبب التوتر الشديد الذي يؤثر على نفسية الإنسان، فنتيجة إفراز هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين بعد التوتر أو الخوف الشديد يبدأ الجسم في إفراط التعرق، وهذه الحالة تؤدي كذلك الى شعور الإنسان بحالة من الإحباط الشديد والاكتئاب، خاصة إذا عجز عن حل مشكلته. وهناك بعض المرضى يعتقدون أنهم مصابون بمرض نفسي إذا عجز الأطباء أو الأدوية عن حل مشكلتهم فيطلبون المساعدة من طبيب نفسي ظنا منهم أن مشكلة زيادة التعرق في الأيدي هي نفسية في الأصل، خاصة على مستوى الأيدي باعتبارها جزءا مهما من أعضاء الجسم يساعد الإنسان في ممارسة جميع أشغاله اليومية، وقد تبدو هذه المشكلة بسيطة، ولكنها ذات تأثير نفسي هائل على صاحبها، كما أن بعض الدراسات بينت أن الارتباك النفسي المصاحب هو ناتج عن هذه المشكلة، كما أن التعرق المفرط في مناطق أخرى كالوجه أو رائحة العرق الكريهة تؤثر بشكل كبير على الإنسان مما يوقعه في مواقف محرجة، ويشعر الشخص بعدم الراحة وعدم الثقة بالنفس، فيحاول الانعزال عن الآخرين، ويمتنع عن الاتصال بهم أو الاقتراب منهم خوفا من تعليقاتهم أو ردة فعلهم السلبية تجاهه كالابتعاد عنه، مما يجعله يشعر بإحباط شديد يجعله يصاب بالعزلة الاجتماعية ويتجنب الاحتكاك بهم، كما أن تعرق اليد تمنع الشخص من مصافحة الآخرين، وتشعر الإنسان بعدم الاستقرار النفسي، ويصيبه اضطراب نفسي، ويشعره أن الأشخاص المحيطين به يلاحظون مشكلته فينتابه إحساس بالضيق والضغط النفسي على المستوى المهني أو الاجتماعي، ويشعر باليأس والملل خصوصا إذا لم يتمكن من حل مشكلة التعرق الزائد، وعادة ما يكون فرط التعرق مشكلة موروثة لا يحاول الشخص المصاب أن يؤقلم حياته للتعايش معها، بل يستمر في المعاناة منها مدى الحياة، ولذلك يجب أن يحتفظ المصاب بهدوئه ويبتعد عن التوتر والقلق النفسي».
أغذية تتحكم في الإفراط في العرق
تقول الدكتورة «أمال.س» أخصائية تغذية: « هناك علاقة عكسية بين التغذية السليمة الصحية ورائحة العرق، فكلما كان الغذاء صحيا كلما كانت رائحة العرق خفيفة وأقل حدة، فيجب الإكثار من أكل الفواكه والخضروات الورقية الغنية بالكلوروفيل مثل السبانخ، البقدونس، الجرجير، وتجنب أكل الثوم أو البصل أو التوابل أو الحار أو الإفراط في تناول اللحوم أو المقليات والأغذية الغنية بالدهون أو المشروبات الغنية بالكافيين، لأنها تزيد من التعرق، واختيار نوعية الطعام تؤثر في رائحة العرق، حيث يحتفظ الجسد ببعض مستخلصات البروتين والزيوت في بعض الأطعمة والتوابل، ويستمر إفرازها لساعات طويلة خصوصا في فصل الصيف والرطوبة كذلك يحدث انبعاث روائح عرق معينة عند تناول أطعمة أهمها الأسماك والكمون والكاري والثوم والبصل والفجل والحلبة، كذلك يجب أن يمتنع الأشخاص الذين تنبعث من أجسادهم روائح العرق عن هذه الأطعمة، وهناك مستخلصات طبيعية وأقل تكلفة تساعد في التخلص من رائحة العرق كاستعمال عصير الخيار لاحتوائه على الماغنيسيوم، فيعد وسيلة طبيعية لإزالة رائحة العرق، لأنه له تأثير مقاوم لتكوين البكتيريا التي تسبب رائحة العرق، كما يمكن إزالة رائحة العرق باستخدام مواد تمتص العرق مثل الشب أو بودرة الطلك أو النشا بعد الاستحمام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.