حذر أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، من تجذر المد الشيعي والوهابية في الجزائر التي استوردت للشعب الجزائري دينا لا يمت بصلة إلى الإسلام، وفي خطابه أكد على أن البترول كثروة تملكها الجزائر لا يمكن أن تستغل في الاستيراد بل في بناء البلاد، ويطمح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي إلى خلق اقتصاد فلاحي من أجل الخروج من تناقضات الإيديولوجيات. أطلق الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي النار على الجماعات الإسلامية التي ما تزال متواجدة بالجبال والتي تهدد أمن واقتصاد البلاد، محذرا من المد "الشيعي" و"الوهابية" في الجزائر، وهي الرسالة التي وجهها أحمد أويحيى إلى هذه الفئة من المتشددين والغلاة في الدين، بأن الشعب الجزائري مسلم وسني ومالكي والإسلام دين الدولة، وقال أويحيى "من واجب الشعب الجزائري أن يحمي الجزائر من أن تدخلها الفتنة، والزحف "الأخضر"، في إشارة منه إلى التكتل الإسلامي "الجزائر الخضراء"، داعيا بأن لا يبقى الإسلام للفتنة وأن لا تستخدم الديمقراطية ورقة انتخابية، كما فتح أحمد أويحيى النار على حزب أبو جرة سلطاني الذي وصفه ب"العيّان" عندما قال بالحرف الواجد "إن في النظام ثلاثة أحزاب، واحد تعب وحبّس الكورسة"، واثنان باقيان في إشارة منه إلى حزبه وحزب جبهة التحرير الوطني الذي قال عنه ومن باب المجاملة السياسية إنه قادر على شغله. ودعا أويحيى المواطنين والشباب على الخصوص إلى التصويت بقوة يوم الاقتراع وسد الطريق على زارعي الفتنة في البلاد، كما دعا بأن يأخذوا العبرة من تونس وليبيا ومصر ومالي وتومبوكتو، وعدم الأخذ بمواقف هؤلاء الذين يدافعون عن الإسلام ويذبحون المسلمين، وتجدر الإشارة أن تجمع الأمين العام للأرندي طبع عليه كذلك طابع الفوضى عندما اشتبك مناضلوه مع مجموعة من الصحافيين، واعتدى أحدهم على صحافية "المجاهد" وهي سيدة "حامل" كاد أن يسقطها أرضا لولا تدخل صحفيين آخرين، وتعود هذه المشادات إلى الحصار المشدد على الصحافة وتفتيشهم بطريقة تعسفية قبل دخولهم لتغطية الحدث، وقبل وصول الأمين العام أحمد أويحيى. الملاحظ أن خطاب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في التجمع الشعبي الذي نظمه أمس بالقاعة متعددة الرياضات بعلي منجلي بقسنطينة، غلب عليه الطابع الرسمي عندما تحدث أحمد أويحيى إلى مناضليه بصفته الوزير الأول وهو يعرض حصيلة نشاطات الحكومة وما تم إنجازه من مشاريع تنموية في الولاية، والإستراتيجية التي انتهجتها الدولة في تسديد ديونها وخروجها من الأزمة، ورجع أحمد أويحيى إلى ظروف تأسيس حزبه ومساهمته في استتباب أمن واستقرار البلاد، موضحا أن برنامجه مبني على ثلاث ركائز أساسية وهي: (الازدهار المتقاسم، تجانس وطني قوي وموحد، واستقرار وطني) لكن هذا البرنامج حسبه يحتاج إلى الكثير من "اللامركزية" وتحويل القرارات لولايات ورؤساء البلديات لعلاج المشاكل بمنطق لامركزي والإعتماد كذلك على اليد العاملة الوطنية، أو كما قال "خبز الدار يأكله أبناء الدار". وقال أويحيى أمام المناضلين إن الأرندي رشح الكفاءات من جيل الاستقلال والشباب والنساء، ولم يمش مع ثقافة الشكارة، كما أنه لم يشتم أي حزب مهما كان حجمه، مشيرا بالقول: "لكن نقول لمن يشتمنا الله يسامحك"، وحسب أويحيى فإن السياسة في الجزائر اليوم مبنية على النظام والمعارضة، موضحا بشأن الأول أي النظام أنه كان قائما على ثلاثة أحزاب.