شهدت الانتخابات التشريعية بولايات الجهة الشرقية عدة تجاوزات يوم الاقتراع اكتفت اللجان الولائية لمراقبة العملية الانتخابية بالتبليغ عنها فيما احتجت الأحزاب المشاركة ضد مرتكبي هذه الخروقات وطالبت بالتحقيق مع المتسببين فيها. تميز اقتراع العاشر ماي بوقوع اشتباكات بين المترشحين تارة وبين ممثليهم تارة أخرى, وتعرض الناخبون إلى التعنيف من قبل بعض مؤطري مكاتب التصويت وإرغامهم على الانتخاب لصالح قائمة أو تلك مثلما حدث مع سيدة تلقت صفعة موجعة من طرف مؤطرة بأحد مكاتب التصويت في بلدية شبيطة مختار بالطارف. وقالت مصادر محلية, إن عديد التشكيلات السياسية لم تعثر على أوراق التصويت الخاصة بها, مثلما حدث بمركز انتخاب في بلدية بن باديس بقسنطنية حين اختفى الرقم 1 في ظروف غامضة. واللافت للانتباه أن نسب المشاركة كانت ضئيلة جدا ومخيفة في آن واحد بكامل ولايات الشرق في الساعات الأولى ليوم الانتخاب قبل أن تقفز بصورة مذهلة في الساعات اللاحقة. الغلبة للأفلان وفوز مترشح محل شبهة بعنابة فاجأت الجبهة العتيدة بعنابة كافة المتتبعين وحصدت 4 مقاعد رغم الفضيحة الأخلاقية التي تورط فيها أحد مرشحيها في شبكة الدعارة الدولية التي يتزعمها الفرنسي ميشال باروش. وحافظ جاب الله على مقعد ثابت ظل يحصل عليه في مختلف المواعيد الانتخابية متساويا مع الأرندي وحزب العمال بمقعد لكليهما. وهو الشأن كذلك بالنسبة لقائمة الأفندي التي يقودها "بهاء الدين طليبة" الذي افتك مقعده وهو في قلب فضيحة تزوير أختام الدولة ودمغة والي عنابة, ما قد يسقطه إذا ثبت تورطه في هذه القضية, وتلقى تكتل "الخضراء" ضربة موجعة فخرج فارغ اليدين. لاعبون تقليديون ودخول العمال في الطارف لم تأت تشريعيات الخميس بأي جديد في الخارطة السياسية بالطارف, حيث حافظ الأفلان على مقعديه وعاد أحدهما لنعيمة فروجي, ولم يتزحزح مرشح الأرندي النائب قاسم بن سالم من مكانه, وظل وعاء الإسلاميين وفيا لحزب الشيخ جاب الله حين منح مقعده لرئيس بلدية الشط "أحسن العسكري" الذي راهن على تحدي تكتل الجزائر الخضراء, بينما عاد المقعد الخامس الذي منح للولاية إلى المحامي "مراد سناني" من حزب العمال وتجاوزت نسبة التصويت 60 بالمائة. حراوبية بأغلبية وعريبي يقارع لطيفي بسوق أهراس افتك "رشيد حراوبية" ثلاثة مقاعد في ولاية سوق أهراس واحتفظ المتعامل الاقتصادي "أحمد لطيفي صالح" بمقعده, لكن هذه المرة باسم تكتل الجزائر الخضراء, وعاد النائب الأسبق "أحسن عريبي" إلى مبنى زيغود يوسف باسم جبهة العدالة والتنمية وهو الذي اشتهر في فضيحة النفايات الحديدية مع الإسرائيلي سعيد مصالحة, فيما عاد مقعد المرأة لمتصدرة حزب الكرامة "عبلة بوساحة" الموظفة بقطاع البريد والمواصلات ببلدية سدراتة. وبلغت نسبة المشاركة 49.80 بالمائة. النائب جميعي دوما في الصدارة بتبسة لم يتزعزع النائب ورجل الأعمال المعروف "محمد جميعي" وقاد حزبه العتيد لتحقيق فوز عريض بخمسة مقاعد متقدما على "الأرندي" بمقعدين أحدهما للمتعامل الاقتصادي "محمد مناعي", وفاز الكتل الإسلامي بعد جهد وعناء بمقعد وحيد, وقد بلغت نسبة المشاركة 50.78 بالمائة. لا فرحي و لا سرار في سطيف لم يفلح مرشح جبهة المستقبل ورئيس وفاق سطيف "عبد المالك سرار", في ولوج قبة البرلمان التي حرمت منها أيضا "نعيمة فرحي" وهي التي لطخت شوارع عاصمة الهضاب ب "بوستيرات" عارضة أزياء. وافتك حزب بلخادم 8 مقاعد وفاز تكتل الجزائر الخضراء بخمسة مقاعد واكتفى التجمع الوطني الديمقراطي بثلاثة مقاعد شأنه في ذلك شأن التحالف الوطني الجمهوري الذي صنع المفاجأة وسجل حضوره بثلاثة مقاعد. فوز عريض للأفلان في باتنةوقسنطينة وقالمة حقق الأفلان فوزا عريضا في انتخابات الخميس وافتك 8 مقاعد بقيادة "نصير لطرش" رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية باتنة بمعية قائمة المنشقين من أتباع "صالح قوجيل" الذين فازوا بمقعدين. وحصل حزب "الأفانا" على مقعدين مثل حزب الوزير الأول الذي تساوى مع جبهة "موسى تواتي". ووصلت نسبة المصوتين إلى 38.56 بالمائة, وكذلك تصدرت جبهة التحرير الوطني المرتبة الأولى بكل من قسنطينة وقالمة. وزير البريد يحلق في السماء بالبرج وجه وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال والإعلام المترشح "موسى بن حمادي" ضربة قاضية لبقية المترشحين وافتك باسم الأفلان 6 مقاعد, فيما حصدت قائمة حرة مقعدين. ولأول مرة تغيب بقية التشكيلات السياسية عن دخول البرلمان باسم ولاية برج بوعريريج. جاب الله مقهورا ومهزوما في سكيكدة انقلب صندوق الاقتراع على الشيخ "عبد الله جاب الله" الذي لم يفز في ولاية مسقط رأسه سوى بمقعد وحيد, وكانت الغلبة لجبهة التحرير بخمسة مقاعد, التجمع الوطني الديمقراطي بثلاثة مقاعد وحزب العمال بمقعدين. ومني تكتل الجزائر الخضراء بخسارة كبيرة رغم "الهالة" الإعلامية التي أقامها الإسلاميون خلال الحملة الانتخابية.