استغل الكثير من أنصار شباب قسنطينة فرصة تواجد القائد زميت أحد أحسن عناصر تشكيلة الفريق خلال الموسم الكروي المنقضي، من أجل مطالبته بالبقاء بحكم أنه من بين اللاعبين القلائل الذين أقنعوهم كمناصرين وأقنعوا المسيرين ومختلف المدربين الذين أشرفوا على العارضة الفنية، كما أن تواجده في التشكيلة سيضمن استقرارا معنويا ويضمن انضباطا نوعيا بالنظر إلى قيمته واحترام كل اللاعبين له، ما جعل المعني يكون مجبرا على تقديم إجابة واضحة وصريحة. وكان القائد زميت قد سجل عشية أول أمس حضوره إلى مدينة قسنطينة رفقة عائلته الصغيرة، وذلك من أجل قضاء مصالحه الشخصية العالقة، إضافة إلى الفصل في وجهته خاصة بعد العروض التي تلقاها في الآونة الأخيرة من بعض الفرق على غرار الجار مولودية قسنطينة، لتكون فرصته بمثابة فرصة حقيقية لبعض الأنصار والمقربين من أجل معرفة أي جديد عنه، وحقيقة ما يدور في الآونة الأخيرة بشأن تجديده لموسم آخر مع إدارة الرئيس المستقيل ياسين فرصادو من عدمه. وكما كان متوقعا، فقد أكد المعني لكل الذين تحدثوا معهم يمنح الأولوية لشباب قسنطينة مقارنة ببقية الفرق الأخرى التي طلبت خدماته لأسباب عديدة، لكن ترسيم أو تحقيق ذلك سيكون خلال جلسة المفاوضات التي ستجمعه بالمسيرين خلال اليومين المقبلين أو بداية الأسبوع كأقصى تقدير، هذا وتجدر الإشارة بأن الإدارة لم تضمن تجديد أي لاعب بصفة رسمية من الذين يوجدون في نهاية عقودهم، وهو ما قد يجعل الأمور تنطلق في الساعات القليلة المقبلة من أجل ضبط كل شيء. فرق كبير بين قيمة الشركة عند التأسيس والوقت الحالي وفي الوقت الذي يعتقد البعض بأن إمكانية دخول بعض المستثمرين أو الأطراف في الشركة التجارية لشباب قسنطينة بسهولة كبيرة، أو بالأحرى من خلال تسديد نفس القيمة التي وضعت في المرحلة الأولى من التأسيس، فإن ذلك يبقى غير ممكن بلغة المنطق لسبب بسيط وهو أن القيمة التي كانت في بادئ الأمر ارتفعت في الوقت الحالي، سواء تعلق بقيمة الشركة أو طبيعة الأحداث التي ميزت “السي.أس.سي” الموسم الفارط من بعض الأسماء المعروفة التي تم جلبها بلغة التسويق. الاستثمارات غائبة لكن القيمة تبقى مقبولة منطقيا وصحيح أن الاستثمارات التجارية غائبة أو منعدمة بعبارة أصح في شباب قسنطينة من جميع النواحي ولا يوجد شيء اسمه استثمار حقيقي في الشركة أو مجلس الإدارة، لكن القيمة التي وصلت إليها الشركة في الوقت الحالي تعتبر أكبر بكثير مما كانت عليه عند عملية التأسيس، وبالتالي فإنها تبقى مقبولة بلغة الحسابات على غرار بقية الفرق الأخرى حتى وإن كان البعض يرى بأن مختلف الفرق لم تتحرك كما يلزم من أجل ضمان استثمارات أو صرفت أموال في غير محلها. من يريد أن يكون مساهما مطالب بنفس نسبة المساهمين وفي الوقت الذي أبدت بعض نيتها في دخول الشركة والحديث عن تعويض المساهم السابق الحاج شني في الشركة التجارية، فإن الشيء المعمول الآن هو أن من يريد ذلك سيكون مطالبا بمنح نفس القيمة تقريبا إن لم نقل مطابقة مقارنة بتلك التي دفعها المساهمون الحاليون منذ بداية مشروع الاحتراف حتى الآن، وليس القيمة الأولى التي وضعت أثناء التأسيس والتي تم تسجيلها لدى الموثق، ليكون نفس الأمر كما هو الحال بالنسبة للفريق الجار “الموك” عندما طالب مداني بمصاريف الشركة كاملة مقابل الانسحاب منها لأي طرف يريد تولي تسيير الفريق. ولم تكن الأمور الاستثمارية كما كان يعتقد الكثير من المتتبعين أو المهتمين بالمجال على الأقل، ففي الوقت الذي كان الاعتقاد السائد هو أن من ضمنوا عضويتهم في الشركات ذات الأسهم الخاصة بالفرق قد ضمنوا استثمارات كبيرة أو عائدة مضاعفة، إلا أن الحقيقة المعاشة هو أن المشروع الحالي أكثر من جامد وفي حال ما إذا بقيت الأمور كما هي عليه الآن، فإنها لن تطول والمشروع الحالي “ما يروحش بعيد” كما يقال، وسيجد كل طرف نفسه مجبرا على المغادرة بصفة رسمية. فرصادو يملك أفكارا كثيرة لكن تجسيدها غير ممكن وفي الوقت الذي كان يعتقد الرئيس ياسين فرصادو بأن ترؤسه للشركة التجارية والمجيء إلى النادي الرياضي القسنطيني من أجل تجسيد مشروع رياضي استثماري سيكون قضية وقت فقط، إلا أن أفكاره الكثيرة وأبحاثه التي قام بها لم تجد من يجسدها بالنظر إلى غياب الدعم اللازم والتسهيلات الإدارية اللازمة، ليتم الوصول إلى قناعة تامة وهو أنه لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يقوم بتجسيد أو تطبيق كل ما يوجد في رأسه بشرط أن تتغير والذهنيات لدى الجميع وتصبح محترفة حقيقة. الفرق الكبيرة تملك الأموال لكن التسهيلات هي الأهم ومن بين أهم الأشياء التي جعلت الرئيس ياسين فرصادو يقدم استقالته هو غياب التسهيلات الإدارية والمشاريع، حيث أن بعض الفرق الكبيرة على شاكلة الأهل والزمالك حتى وإن كانت تملك الأموال، إلا أن التسهيلات والإجراءات الإدارية غير المعقدة والتي مكنتها من ضمانها استثمارات ومداخيل كبيرة، لتبقى هذه النقطة هي الشيء الذي تطلب إدارة شباب قسنطينة من الجهات المعنية خلال الفترة المقبلة والتي ستضمن بذلك التخلص من أي عائق أو مشكل يراه المسيرون.