كشف «عزيز حيدار» رئيس الجمعية الوطنية الصحراوية للدفاع عن ضحايا الألغام، أن المغرب قد زرع ما يقارب 10 ملايين لغم على مستوى جدار العار العازل الذي يفصل بين الأراضي الصحراوية المحتلة والمحررة، داعيا إلى ضرورة تواصل سلطات بلده مع الجزائر في مجال مكافحة الألغام والاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال التكفل بالفئة الاجتماعية المتضررة منها. كما استغرب مساء أول أمس، رئيس الجمعية الوطنية الصحراوية للدفاع عن ضحايا الألغام بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف على هامش عرض التجربة الجزائرية المتعلقة للتكفل بضحايا الألغام استمرار التزام المنضمات الدولية المعنية بمبدأ الصمت واللا مبالاة اتجاه التعنت المغربي المستمر بعدما ضرب عرض الحائط القرارات الأممية المانعة لزرع هذه الألغام، على غرار معاهدة أوتاوا الموقعة عام 1997 التي تحظر الألغام المضادة للأشخاص و تمنع تخزينها ونقلها إذ وقعت عليها نحو 150 دولة بما فيها المغرب باستثناء بعض الدول كالولايات المتحدة وروسيا، مشيرا في السياق ذاته إلى إقدام المخزن على رفع عدد الألغام إلى 10 ملايين لغم بعدما كانت 8 ملايين، الأمر الذي سيرفع بصفة حتمية عدد ضحاياها، علما أن جبهة البوليزاريو أعلنت عن وفاة ما يفوق 40 صحراويا منذ 2001 بسبب الألغام التي زرعها المغرب. وتأتي هذه التصريحات في وقت كان قد اتهم فيه الرئيس الصحراوي «محمد عبد العزيز» أجهزة المخابرات المغربية بالعمل على تشويه كفاح الشعب الصحراوي من خلال ربطه بقضايا الإرهاب والمخدرات، وتأكيد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو المنسق مع المينورسو «محمد خداد» سعي المغرب إلى الحيلولة دون زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى المناطق الصحراوية المحتلة من خلال سحب الثقة منه مخافة أن يقابل بمظاهرات تنادي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الأمر الذي يعكس تخبط نظام الرباط وانكشافه أمام المجتمع الدولي. إلى ذلك، أكّد «محمد جوادي» رئيس الجمعية الوطنية الجزائرية لضحايا الألغام على هامش نفس المناسبة خلال ندوة دولية حول حقوق الطفل الصحراوي، أن الجيش الوطني الشعبي تمكن من جملة 11 مليون لغم التي اعترفت فرنسا أنها قامت بزرعها على الحدود الشرقية والغربية للجزائر، من خلال خط شارل وموريس خلال فترة احتلالها للجزائر تدمير وتفكيك 9 ملايين لغم، مردفا في نفس السياق أن عملية تطهير المناطق المزروعة بالأرقام لا تزال مستمرة. في السياق ذاته، ثمّن جوادي الدور الكبير الذي لعبه الجيش الشعبي الوطني في تطهير هذه المناطق من الألغام وتفكيكها، رغم رفض السلطات الفرنسية لحد الآن تسليم الخرائط الرسمية لها إلى السلطات الجزائرية، في ظل تسبب هذه الألغام التي خلفتها القوة الاستعمارية في وفاة عشرات الأبرياء وإصابة آخرين بعاهات مستديمة، ومنهم أطفال بترت أطرافهم ولم تتحمل فرنسا المسؤولية في هذه الجريمة. وللإشارة انطلقت أمس، بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف فعاليات ندوة دولية حول حقوق الطفل الصحراوي إحياء لليوم العالمي للطفل الإفريقي والتي تهدف إلى التحسيس بواقع وانشغالات الطفل الصحراوي سواء بمخيمات اللاجئين أو بالأراضي المحتلة، وهذا بمشاركة جمعيات جزائرية وصحراوية وكذا منظمات دولية. وللإشارة تأتي هذه الندوة الدولية التي تستمر لغاية 19 جوان الجاري تحت عنوان «الطفل الصحراوي بين الواقع الحالي والمواثيق الدولية» وهي من تنظيم اللجنة الوطنية الجزائرية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالتنسيق مع اتحاد الحقوقيين الصحراويين واتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب. ويشارك في هذه الندوة الدولية المنظمة تحت شعار «من أجل كرامة الطفل الصحراوي» أفراد المجتمع المدني الجزائري وبرلمانيون جزائريون، وكذا فنانون وجمعيات غير حكومية حقوقية صحراوية ومختلف المؤسسات الصحراوية ذات العلاقة بحقوق الطفل، وكذا ممثلين عن منظمة اليونسكو والمجلس الإيطالي للاجئين، هدفها نشر ثقافة حقوق الإنسان خاصة المتعلقة بحقوق الطفل الصحراوي وكذا الخروج بتوصيات من أجل تعميق التعاون بين مختلف الهيئات الحقوقية الجزائرية والصحراوية.