واصل أمس الاسلاميون الذين يحتلون تمبكتو في شمال غرب مالي، هدم أضرحة الأولياء المسلمين في حرم أكبر مساجد المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد، وتعهدوا بهدم كل أضرحة المنطقة في رسالة تحد للمجتمع الدولي الذي أدان عمليات الهدم في وقت سابق. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود أن عناصر جماعة أنصار الدين الذين يسيطرون على تمبتكو منذ أكثر من ثلاثة أشهر، هدموا بالكامل ضريحين في جامع تمبكتو الكبير مستخدمين المجارف والمعاول. وهذا المسجد واحد من أكبر ثلاثة مساجد في تمبكتو أدرجتها منظمة اليونيسكو على قائمة التراث العالمي المهدد. وقامت حركة أنصار الدين مطلع جوان بهدم سبعة أضرحة لأولياء من أصل 16 في تمبكتو وحطموا الباب المقدس لجامع، ما أثار استنكارا في مالي وفي الخارج. وقال أحد الشهود إن «الاسلاميين هدموا ضريحين في جامع تمبكتو الكبير. وأطلقوا النار في الهواء لإبعاد الحشد وتخويفه». وقال أحد أقرباء إمام المسجد «الضريحان ملاصقان للقسم الغربي للجدار الخارجي للجامع الكبير والاسلاميون لديهم مجارف ومعاول ينهالون بها على الضريحين المبنيين بالحجر الجيري. وهم يقولون إنهم سيهدمون كل شيء». وقال شاهد آخر إن الاسلاميين «يهدمون الضريحين في المسجد واللذين يعتبران من أهم الأضرحة في تمبكتو وسط هتافات الله اكبر «. وأضاف أن عددهم كبير وقد قطعوا الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى المسجد. وتابع الشاهد أن الاسلاميين طلبوا من فريق تابع لقناة الجزيرة في تمبكتو أن «يصور المشهد». ولاحقا، قال أحد الشهود «انتهى الأمر، لقد هدموا الضريحين. حطم الاسلاميون كل شيء ولم يبق شيء. هذا محزن، إنها جريمة». وأورد شاهد آخر أنه شاهد أناسا يبكون وأضاف «لن يسامحهم الله». وتضم تمبكتو أيضا عشرات الآف المخطوطات التي يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر، ويطلق عليها اسم مدينة ال»333 وليا». وأكد جهادي تونسي في شمال مالي للوكالة «ليس هناك تراث عالمي، هذا غير موجود. وعلى الكفار ألا يتدخلوا في شؤوننا نحن المسلمين». وأضاف «سنهدم كل شيء، حتى لو كانت الأضرحة داخل المساجد، وبعدها سنهدم الأضرحة الموجودة في منطقة تمبكتو».