جدّدت مجلة فرنسية، استفزازها للمسلمين بعد 7 سنوات، حيث نشرت المجلة الفرنسية الأسبوعية الساخرة “شارلي إيبدو”، في عددها الصادر أمس رسومات مسيئة طالت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي وقت أعلن قصر الإليزيه حالة طوارئ، شدد عدة فلاحي المتحدث باسم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة توخي ردّ حازم. وفي تصريح صحفي خص به “السلام”، نادى فلاحي بتوحيد المسلمين لصفوفهم كخطوة أولى في طريق ردعهم للانتهاكات الغربية المتكررة لمعالم الإسلام الساعية إلى ضرب شعبية هذا الدين الحنيف ووقف زحفه على حساب الديانات الأخرى في ظل احتضان العالم لما يفوق مليار مسلم من مختلف الجنسيات. واستنكر فلاحي استمرار مسلسل الهجمات الغربية على أشرف خلق الله وقدوة المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنها مجرد محاولات استفزاز فاشلة تتبناها جهات معينة قصد الإشهار والتعريف بنفسها، مستنكرا بالمناسبة ضعف مواقف المسلمين إزاء مثل هذه الاعتداءات، وقال “إننا نكتفي حاليا بردة الفعل الضعيفة البعيدة عن المستوى المطلوب الكفيل بوقف حملات الإساءة لديننا الحنيف”، الأمر الذي تفطن له الغرب الذي قال المتحدث “أنه لن يوقف حملاته هذه إلى يوم الدين يقينا منه بضعف ردة فعلنا و مواقفنا”، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الحل لا يكمن في الاحتجاجات والمسيرات المخربة الناشرة للفوضى التي تتبناها الكثير من البلدان المجاورة. ففي وقت لم يخمد فيه غضب العالم عن الفيلم الأمريكي استفزت فرنسا الأمة الإسلامية من جديد، حيث تنشر أمس جريدة “شارلي” الأسبوعية كاريكاتير مسيء للرسول صل الله عليه وسلم للمرة الثانية بعد سنة 2005، أين قامت بنفس الخطوة، الأمر الذي قد يفتح موجة غضب جديدة تنتقم من كل ما هو فرنسي على شاكلة موجة العنف التي ضربت مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد غضب تعدى المسلمين إلى الفاتيكان وكل الديانات الأخرى، تنديدا بالإساءة لخير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فبصدور هذه الإساءة من جريدة بحجم “شارلي”، يتضح جليا أن الغرب بصدد شن وقيادة معركة ضد الإسلام والمسلمين. إلى ذلك، أعلنت فرنسا عن غلق سفاراتها ومدارسها في 20 بلدا كخطوة لمواجهة ردود فعل الشوارع الإسلامية أعلن أمس لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في تصريح لإذاعة “فرانس إنفو” اتخاذ فرنسا لاحتياطات أمنية خاصة. لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مجلة شارلي الأسبوعية، وقال “أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل”، حيث أعلنت أمس وزارة الخارجية الفرنسية أن السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية ستغلق يوم الجمعة في حوالي 20 بلدا، هذا وقال مسؤول في الوزارة إنه “ليس هناك أي خطر مؤكّد على أي من المصالح الفرنسية في هذه الدول”. في المقابل أكد “جون مارك آيرولت” رئيس الوزراء الفرنسي رفضه لأي مغالاة، وذلك فور إعلان مجلة “شارلي أبدو” عزمها نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في عددها الصادر أمس، ودعا آيرولت في بيان صحفي وزّعه مكتبه مساء أول أمس الثلاثاء الجميع إلى التحلي بالمسؤولية، وأضاف آيرولت في البيان أن “حرية التعبير تشكّل أحد المبادئ الأساسية لجمهوريتنا، هذه الحرية تمارس في إطار القانون، وبإشراف المحاكم حتى تتم مراجعتها”، و يشكل غريب شدد رئيس الحكومة الفرنسية على أن بلاده تطبّق مبدأ العلمانية الذي يقوم على مبادئ التسامح واحترام القناعات الدينية في وقت لم تلتزم فيه المجلة الفرنسية بذلك اتجاه الدين الإسلامي.
