تعيين وزير الدفاع الأسبق رئيسا للدولة حتى إجراء انتخابات عامة ورئاسية قرر المجلس العسكري المالي، إنهاء الانسداد الذي ميز منصب من يقود المرحلة الانتقالية، بتعيين وزير الدفاع الأسبق باه نداو، رئيسا للدولة، حتى إجراء انتخابات عامة ورئاسية، وهذا بعد تدخل السلطات الجزائرية خلال الأسابيع الماضية بإقناع قادة هذا البلد لتسوية شؤونهم بلغة الحوار. تم هذا التعيين، بعد يوم من انتهاء جولة صبري بوقادوم وزير الخارجية الى كل من مالي والنيجر ولقاء رئيسها محمدو ايسوفو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس"، والتي جاءت تتويجا لإقامة دامت 24 ساعة في باماكو جمع خلالها بوقادوم رموز الساحة المالية وافتك منهم دعم خريطة انهاء الانسداد المعلنة أول أمس. كما عين المجلس العقيد آسيمي غويتا، وهو قائد الانقلابيين على الرئيس السابق أبو بكر إبراهيم كيتا، نائبا للرئيس الجديد. ولد العقيد باه نداو في منطقة سيغو، في وسط مالي، وانخرط في القوات المسلحة المالية سنة 1973 قبل أن يتلقى تكوينا وتدريبات مختلفة كطيار في الكليات العسكرية في الاتحاد السوفيتي سابقا، ليلتحق بعدها بالقوات الجوية في بلاده ويُكمل دراساته العسكرية لاحقا في فرنسا. للاشارة، ساهمت تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، سهرة الاثنين، حول خلافات بين الجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وأطراف أخرى، في تسريع التوصل إلى اتفاق، بعدما انتقد أداء الانقلابيين ومجموعة "الايكواس"، مؤكدا على ضرورة تعيين رئيس مدني وتقليص عمر الفترة الانتقالية. وفي موقف لافت رفض تبون تسمية المجلس العسكري ب"الانقلابيين"، وبرر ذلك بقرار الرئيس إبراهيم أبو بكر كايتا الاستقالة من منصبه وقرر معه حل البرلمان، مشبهاً ذلك بما حدث بالجزائر سنة 1992، عندما استقال الشاذلي بن جديد واستخلف بمجلس أعلى للدولة تولاه رئاسته الراحل محمد بوضياف ثم الراحل علي كافي، بدعم من وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار. وقادت الجزائر خلال مراحل متفرقة جهود وساطة برعاية أممية بين الحكومة المالية ومتمردي الشمال في التسعينيات وفي 2015، انتهى إلى توقيع اتفاق سلام، اعتبرته الأممالمتحدة ناجعاً لكن تطبيقه بطيء من قبل الأطراف المتصارعة. وبعد وساطة جزائرية دامت 8 أشهر و5 جولات من الحوار، وقعت الحكومة المالية مع 6 مجموعات من متمردي الشمال اتفاق سلام تضمن إنهاء الحرب في شمال البلاد. ووضع آلية تفاهم بين الجانبين لوضع خارطة طريق لنزع كل أشكال التسلح وبسط سيطرة الجيش المالي على شمال البلاد، مع إدراج الحركات المسلحة في الجيش والشرطة وأجهزة مكافحة الإرهاب، واتخاذ إجراءات تنموية وأخرى تتعلق بالرعاية الاجتماعية لمناطق الشمال.