حذر من خطر تأويل بعض المواد التي تكرس المبادئ الثابتة لعقيدة المجتمع اعتبر عيسى بلخضر، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، أن الانتقادات المتعددة الموجهة لمشروع تعديل الدستور تكرس الديمقراطية، مشيرا إلى أن أي مشروع إذا لم يعرض للنقاش والنقد من كل الجهات، معناه مفروض على الشعب، داعيا إلى الابتعاد عن خطر تأويل بعض المواد التي تكرس المبادئ الثابتة لعقيدة المجتمع الجزائري. هذا واتهم بلخضر، أطرافا عديدة بالتشكيك في التاريخ والهوية وفي الأصل الديني لتشويه عقيدتنا وتمزيق وحدة الشعب، بتأويل مواد الدستور، وقال "لذلك ينبغي ادارك خطر هذه التأويلات التي تجعلنا نقع في فخ تقديم تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية الثابتة"، وأردف مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس "لا يمكن فسخ العقائد والمبادئ بهذه الموجات العابرة، وعلى الطيبين والعقلاء والعلماء والأساتذة والمثقفين أن لا ينجروا وراء هذه السجالات التي تبعث الاستفزاز لدى أبنائنا وتخلط لديهم المبادئ بالشكليات، لأن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها في نقاشنا لما نتكلم عن قيمنا"، وأبرز المتحدث أنّ الدستور الجديد حرص على تثبيت هوية الجزائر بتحقيق الانسجام مع ماضينا وتاريخنا، وقال "هذا ما تم تجسيده في نص الديباجة الذي تطرق إلى بيان أول نوفمبر"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد ركز على قضية الذاكرة وكان حاسما فيها من خلال الوفاء للرموز والآثار والشخصيات التاريخية التي أعيد إبرازها في المنظومة التربوية. كما ذكر مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، أن رئيس الجمهورية، وخلال الرسالة التي وجهها للشعب الجزائري بمناسبة أسبوع القرآن الكريم، يراهن أن قوة المجتمع الجزائري تكمن في تمسكه بقيمه في مرجعيته الإسلامية بثوابته ومنطلقاته، وقال "لذلك فإن الوفاء للأرض وللعرض لا يمكن أن ينطلق إلا من ثوابتنا الأصيلة، ديننا وهويتنا وأمجاد أسلافنا المجاهدين والعلماء الصالحين". تيارات حاولت خلال السنوات السابقة زرع معتقدات لا تنسجم مع طبيعة المجتمع الجزائري كما أكد عيسى بلخضر، على الشروع في تفعيل الجمعيات الدينية التي هي أصل المجتمع المدني الجزائري وإعطائها المكانة اللائقة بها حتى لا تكون الجزائر مطمعا لبعض مروجي الأفكار، مشيرا إلى أن بعض التيارات حاولت خلال السنوات السابقة زرع معتقدات لا تنسجم مع طبيعة المجتمع الجزائري. ملتقى وطني حول الأبعاد الاجتماعية والروحية للجمعيات الدينية في ظل المؤسسات الجديدة السبت المقبل أعلن مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عن تنظيم ملتقى وطني حول الأبعاد الاجتماعية والروحية للجمعيات الدينية في ظل المؤسسات الجديدة السبت المقبل، بمعهد الدراسات الاستراتيجية ببئر خادم بمشاركة 20 أستاذا ودكتورا في علم الاجتماع الديني من 10 جامعات جزائرية، مبرزا أن الهدف من هذه التظاهرة هو إعادة المرجعية التي يجب أن تتشكل في رموز وفي رجال على قدر من الاعتدال والتفتح على العالم، وسيكون جامع الجزائر الأعظم الذي سيتم تدشينه قريبا – يضيف المتحدث- المؤسسة التي تمثل كل هذا، وقال في هذا الشأن "هذا الملتقى يندرج ضمن الاستراتيجية المنتهجة في تفعيل وظيفة الزوايا في بث الفضيلة في المجتمع، فعندما نتحدث عن المؤسسات الناشئة في الاقتصاد والرقمنة يجب الاستناد لقيم اصيلة، كالتضامن والتكافل والولاء لبلادنا والثقة في بعضنا وتحقيق الانسجام الاجتماعي والنفسي بين ابناء الشعب الجزائري، إذ لا يمكن للاقتصاد ان ينجح في ظل التشرذم".