أولا من حيث العدد هي نار واحدة وجنة واحدة، لكن كل منهما درجات ومنازل، وقد يأتي في السنة ذكر الجنة بالجمع وليس المراد تعدد جنس الجنة وإنما الإشارة إلى عظمتها ودرجاتها وأنواعها أو إلى عظمة أجر من يدخلها، وثانيا تختلف دركات النار باختلاف كفر أهلها في الدنيا، والمنافقون في الدرك الأسفل منها وأخف دركاتها والعياذ بالله ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وثالثا لا يعرف تحديدا عدد درجات الجنة، وقد قيل إنها بعدد آيات القرآن الكريم أخذا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها”. رواه أبو داود والترمذي، وأعلى درجات الجنة هي الفردوس كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة”. رواه البخاري ومسلم، ومعنى أوسط الجنة أي: أفضلها وأعدلها، ومثله قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا }. وقد جاءت السنة ببيان بعض الأعمال وبيان درجات أهلها ومنها : الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر أي النجم في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين”. رواه البخاري ومسلم. الجهاد في سبيل الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “.. إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض”. رواه البخاري. وقد يحصلها الصادق في سؤاله للشهادة بصدق: عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”. رواه البخاري. الإنفاق في سبيل الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا