أقدم مساء أول أمس أكثر من 50 شابا بطالا بحركة احتجاجية داخل مقر دائرة بئر العاتر 89 كلم جنوب عاصمة الولاية وكادت تتحول إلى مأساة حقيقية، بعد أن تطورت الأحداث بعد قرابة 10 ساعات كاملة من الوقفة التي قام بها هؤلاء أمام مكتب رئيس الدائرة، الذي طالبوه بإيجاد حل لمعضلتهم المتمثلة في البطالة الخانقة وضرورة وفاء المسؤولين بتعهداتهم، بعد سلسلة الحركات الاحتجاجية المتنوعة والمتتالية منذ أشهر. كانت الأجواء التي وقفت عندها ''السلام'' مساء أول أمس في حدود الخامسة مساء لا تبعث على الارتياح، مع تأكيد المحتجين بأنهم لن يبرحوا أماكنهم حتى تلبى مطالبهم وتجد أذانا صاغية، وهو ما فسره إقدام أحدهم على رمي نفسه في محاولة للانتحار، مما أدى إلى تدخل مصالح الحماية المدنية التي نقلته على جناح السرعة إلى مستشفى التيجاني هدام أين تلقى الإسعافات اللازمة بعد تعرضه لإصابة في الرأس، ليتواصل إصرار هؤلاء البطالين عن عدم مغادرة المكان الذي شهد حضورا مكثفا لعناصر الأمن لمراقبة الوضع إلى غاية الساعة السادسة والنصف مساء. وتدخلت عناصر الأمن من خلال فض الاحتجاج بطريقة سلمية وتمكنت من احتواء الوضع بعد أن فشلت كل المحاولات التي قام بها رئيس الدائرة وبعض الأعيان في إقناعهم بضرورة الصبر إلى غاية توفر مناصب شغل حسب المناصب المتاحة، وهو ما أثار غضب الشاب "ع. س" وأقدم على رش جسده بالبنزين وإشعال النار مما أدى إلى تعرضه لحروق من الدرجة الثانية في الوجه واليدين، ليتم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات أين قدمت له الإسعافات اللازمة ويتواجد حاليا تحت العناية الطبية. وقالت مصادر متطابقة ''للسلام'' أن حالته مستقرة، وقد تمكنت عناصر الأمن من توقيف مجموعة من الشباب وتحويلهم إلى مقر أمن الدائرة للتحقيق معهم وتقديمهم أمام قاضي التحقيق للنظر في التهم الموجهة لهم. وفي ذات السياق قام العديد من الشبان والمراهقين على قطع الطريق عند مفترق الطرق بوسط المدينة وإشعال العجلات المطاطية وسط دخان كثيف في خطوة عبروا فيها عن تضامنهم مع الموقوفين والمصابين، وقد عادت صباح أمس الأمور إلى نصابها، فيما شهد محيط المحكمة الابتدائية لبئر العاتر حضورا مكثفا لأهالي وأصدقاء الموقوفين الذين ينتظرون ما سيتم الحكم به في حقهم، مطالبين في ذات الوقت بالبراءة والإفراج عن الموقوفين.